مصلون-
يتفاجأ المسلم أحيانًا، أثناء تأديته للصلاة، لاسيما في الشوارع والميادين العامة، بمرور أحد الأشخاص بين يديه، ويجد حيرة في الطريقة الصحيحة لرده، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، إلى جانب توضيح المسافة المسموح بها للمرور بين يدي المصلي.
«ما هو حكم رد المار بين يدي المصلي وما هي مسافة المرور بين يدي المصلي؟».. سؤال تلقته دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، لتجيب موضحة إنه يستحب للمصلِّي ردُّ المارِّ بين يديه، إذا كان قريبًا منه فيرده بيده، فإذا كان بعيدًا عنه فبالإشارة، أو التسبيح.
واستشهدت «الإفتاء»، في إجابتها على سؤال «ما حكم رد المار بين يدي المصلي وما هي مسافة المرور بين يدي المصلي؟»، بما ورد في السنة النبوية المشرفة النهي عن المرور بين يدي المصلي، قائلة: «قال النبي: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه. رواه البخاري».
وحول المرور بين يدي المصلي، أكدت «الإفتاء»، أنه يصل إلى حد الحُرمة، ويستحب للمصلِّي أن يجعل بين يديه سترة تمنع المرور أمامه، وسترة الإمام سترة لمن يأتم به أيضًا، لافتة إلى أن المار من موضع قدم المصلِّي إلى موضع سجوده يرتكب إثمًا، وأن الفقهاء لم يختلفوا حول استحباب رد المار بين يدي المصلِّي خاصة إذا اتخذ لنفسه سترة، أمَّا إذا لم يتخذ لنفسه سترة؛ فإذا كان المار قريبًا منه فيرده من موقفه بقدر ما تناله يده، أمَّا إذا كان بعيدًا منه فيرده بالإشارة، والتسبيح، ولا يتكلف المصلِّي في ذلك بكثرة الحركة كالمشي ونحوه؛ لأنه يبطل الصلاة وهو مفسدة أعظم من مروره بين يديه من بعيد.
ولمنع مرور أحد الأشخاص من المرور بين يدي المصلي، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أنه ينبغي للمصلي اتخاذ سُّتْرَة، وهي ما يجعله المصلي أمامه من جدار، أو عمود أو كرسي وغيرها، ليمنع المرور بينه وبين سترته خلال صلاته، وأن من أراد أن يمر بين يدي المصلي فله أن يمر من خلف السترة الموضوعة أمامه، ولو كان المُصلي غير متخذ للسترة فإن أمكن للشخص الآخر ألا يمر فينتظر إلى أن ينهي الإنسان صلاته، ولو كان هناك ضرورة تستدعي فيجوز أن يمر عند الضرورة.
وحول ما إذا كان مرور شخص بين يدي المُصلي يُبطل الصلاة أم لا، أوضح «عاشور»، في فتوى له عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن الشخص الذى يصلى فى كل الأحوال صلاته صحيحة لكن عليه أن يتخذ سترة أمامه حتى لا يكون مقصرًا: «أن المصلي إذا مر أمامه أحد فلا تبطل صلاته وتكون صحيحة ولا شيء فيها، أما من يمر فيكون تجاوز لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه».
تعليقات الفيسبوك