اتجهت للتعليم بعد الأربعين.. «صفاء» لحقت بابنتها في الثانوية: «نفسي أدخل كلية»
«صفاء» لحقت بابنتها فى الثانوية
تمردت «صفاء»، على قوانين الحياة الروتينية للمرأة المصرية الأمية، بعد زواجها وإنجابها وتفرغها لأسرتها الصغيرة، مثّلت احتياجات أبنائها الأربعة دافعاً قوياً لتغيير مجرى حياة الأم التى تستهل عامها الثانى من عقدها الرابع، اقتنعت بأن التعليم هو الملاذ الوحيد لتغيير حياة أسرتها وكسب قوت يومها متحدية الظروف الصعبة التى خلقت منها أماً صالحة وجعلتها أكثر تحملاً للمسئولية.
قبل نحو عشر سنوات، وتحديداً فى الثلاثين من عمرها، اتخذت صفاء قراراً بمحو أميتها، كان لزاماً عليها أن تتعلم القراءة لمتابعة دراسة أبنائها فى مراحل التعليم المختلفة، فضلاً عن حاجتها لتأسيس مشروع صغير خاص بها يساعدها على تدبير نفقات المعيشة: «كنت أشعر بالعجز حينما يسألنى صغارى عن معلومة ما، لأنى كنت أمية لا أجيد القراءة»، هذا الشعور دفعها للالتحاق بفصل من فصول محو الأمية بمحافظة القاهرة، بحسب روايتها لـ«الوطن».
بعزيمة شديدة، تغلبت الأم على المسئوليات الكثيرة التى تقع على عاتقها كربة منزل، اجتازت اختبارات محو الأمية وحصلت على الشهادة خلال أشهر قليلة، محققة حلمها: «بقيت أعرف أذاكر مع ولادى وأمسك المصحف وأقرا فيه بعد العمر ده كله»، مشيرة إلى أن طموحها كان دوماً أكبر من مجرد القراءة والكتابة فقط، ما دفعها إلى اتخاذ قرار باستكمال تعليمها، فتقدمت للمرحلة الابتدائية ثم الإعدادية لتلحق بابنتها الكبرى فى المرحلة الثانوية: «بحلم أدخل كلية ولا أتوقف عند الشهادة الثانوية».
تحدت «صفاء» نفسها، فبعد أن كانت تخشى أن تعطلها الدراسة عن مسئولياتها اليومية تجاه أبنائها، قررت إنشاء مشروع صغير خاص بها يدر دخلاً يومياً: «بعد تعلم القراءة والكتابة فكرت في فتح مشروع خاص بي، بدأت بتصنيع شنط من الكروشيه وتسويق منتجاتى بنفسى بين الجيران والمعارف.. والتعليم ساعدنى أشتغل وأذاكر لولادى وأقرأ قرآن وده بالدنيا عندى»، حسب تعبيرها.