فستان الفرح.. «طُلى بالأبيض»
بعضهن يفضلنه «إيجار أول مرة».. وأخريات يضعن تصميمه بأنفسهن
قد يستغرق شهوراً من البحث للوصول إلى موديل مناسب أكثر جاذبية، وقد يطول إلى سنوات، بعضهن يقررن اختياره من الصغر فيسعين إلى اختيار نموذج يرونه الأمثل، البعض يبحث عن امتلاكه، مهما غلا ثمنه، فهو فستان ليلة الزفاف، وأخريات يفضلنه مؤجراً للمرة الأولى، فهو الأنسب والأقل سعراً، لحفلة لن تدوم إلا ساعات قليلة.
تظل لحظة الاختيار دائماً هى الأصعب، ما بين الفساتين الضيقة والواسعة، و«فصوص اللولى» الصغيرة والكبيرة، والأكمام الطويلة أو القصيرة، وشكل فتحة الصدر «الدائرية والهارت»، لتخوض رحلة طويلة من المعاناة للوصول إلى الفستان الأبيض، تنتهى فى دقيقة فور وقوع نظرها على مبتغاها.
منة هشام، واحدة ممن حلمن بذلك الفستان، لكنها قررت أن تصمم الفستان بنفسها، بعيداً عن جميع الأشكال الموجودة فى بيوت الأزياء، ليصبح حلماً تمنته منذ الصغر بارتداء فستان «سندريلا» لزفافها، فهى ترى أن غيره من الفساتين والموديلات تليق بمختلف المناسبات، لكن هذا التصميم وحده هو الأرقى لليلة الزفاف، فلم يلقَ قبولها ما رأته فى المحلات العديدة التى تعج بها القاهرة، وقرّرت تفصيله بنفسها واختيار الأقمشة المناسبة لكل قطعة به، ليتناسب مع حجابها.
تقول «منة»: «لسه ماخلصش، بس نفسى أشوفه بقى وأمسكه بإيدى»، بلهفة شديدة قالت «منة» هذه الكلمات، لتصف بها طول انتظارها لفستانها، الذى عانت فى اختيار أنواع الخامات له: «علشان ضيق من فوق ومنفوش حاجة بسيطة من تحت زى (سندريلا)، فعملته تلّ أبيض»، مما يتناسب مع طول قامتها، ونحافتها، مما يعطيها حجماً أكبر ولا يظهر قلة حجمها لتتمكن من الاحتفاظ به عقب الزواج «فهو فستان العمر».
بينما استغرقت آية محمد، شهرين فقط، فى البحث عن فستانها، حيث رافقت العديد من أقاربها وأصدقائها الذين تزوجوا قبلها بفترة وجيزة، مما جعلها على دراية بالمحلات الجيّدة، لكنها كانت تبحث عن واحد يتناسب مع ديكورات وإضاءة قاعة الزفاف الذهبية، «وعلشان كده جبت واحد أوف وايت مطرّز بالذهبى من فوق وتحت، فكان بينور مع الإضاءة»، لذلك اختارت الموديل الكلاسيكى للفستان ولا يضيق على جسدها، لكونها ممتلئة الأرداف.[SecondImage]
وترى «آية» أن الفستان من الأفضل أن يكون بالإيجار، لارتفاع قيمته عند شرائه، حيث يتجاوز سعره الـ5 آلاف جنيه.
وهو ما وافقتها فيه ولاء محمود، حيث إن الفستان يتم ارتداؤه لساعتين أو ثلاث فقط، وتزيد قيمته على العشرين ألفاً، بينما أجرته هى بـ6 آلاف فقط، لكونها أول من سترتديه عقب صناعته، إلا أنها بدأت البحث عنه منذ خطوبتها، حيث بدأت فى متابعة كل الموديلات وأحدثها، مما جعلها تبدأ فى عمل «رجيم قاسى» لتخسر عدة كيلوجرامات، وتختار فستاناً لا تبدو فيه «سمينة وأكون موديل، الليلة دى مش بتتكرر»، فزارت العديد من المحلات والمصانع فى مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة ووسط البلد والهرم والعاشر من رمضان، ستة أشهر مستمرة، قبل أن تجد مبتغاها باللون الأوف وايت «الأبيض خلاص مابقاش موضة زى الأول يعنى».
وسعدت «ولاء» فى أن تجد «البادى» التابع لفستانها وبرقبة، ليتناسب مع حجابها، حيث كان ذلك الأرق الأكبر لديها فى رحلة بحثها، حيث كان الفستان مصمماً من «الجوبير» المنقوش غير المطرز، «ومنفوش من تحت علشان مايضايقنيش وأنا باتحرك ومايبينش منى حاجة كمان، وأصلاً هى العروسة تبقى عروسة من غير فستان منفوش».
«أى بنت بتبقى حاطة فى دماغها تفصيلة وشكل فستانها».. بهذه الكلمات شرحت مها أحمد، أن الاختيار لفستان الزفاف يكون نابعاً من خيال الفتاة الذى كونته على مدى سنوات عمرها قبل الزواج، لذلك تبحث كل منهن عنه مراراً وتكراراً لشهور، وهو ما استدعى أن تستمر شهرين، ارتدت فيها 100 فستان، إلى أن وصلت إلى ما تحلم به ويتوافق مع نحافتها قبل الزواج، فاختارت واحداً «مجسم من فوق شوية، ونازل على واسع من تحت الوسط، كان موضة لسه جديدة وقتها».[ThirdImage]
لم تفضّل «مها» شراء الفستان، وإنما لجأت إلى إيجاره الأول بعد صناعته، وهو ما استدعى دفع مبلغ ضخم منذ 5 سنوات، ليصل إلى 4 آلاف جنيه: «لأن اللى استخدم كذا مرة بيبقى بايظ ودايب خالص».
فيما أوضح أسامة أحمد، مصمم فساتين الزفاف، أنه عند تصميمه يراعى مقاسات الفتاة، حيث إن النحيفة تحتاج إلى استخدام الكثير من «التلّ والشيفون المبطن بالستان»، فيما الفتاة الممتلئة يجب ألا ترتدى هذه الخامات، ويفضّل استخدام المواد المطرّزة بشكل بسيط، وتبتعد عن «الدرابية» والضيق من أعلى ودون قصات من أسفل، مراعاة مع «أن تلّ العرايس بيكون ناشف علشان ينفش الفستان».وأضاف أن أسعار تكلفة الفستان تختلف حسب أنواع الخامات إذ تبدأ بـ700 جنيه، وحتى 5 آلاف جنيه. وعن الفساتين المؤجرة تختلف قائمة الأسعار حسب استخداماته، ففى المرة الأولى يكون حائزاً على أعلى سعر ليتراوح بعدها بين 2 إلى 3 آلاف جنيه.
فيما قال ميلاد جورج، مصمم الأزياء، إنه يميل إلى استخدام الجوبير المطرز والخامات البسيطة أو التطريز اليدوى فى فساتين الزفاف، حتى لا يظهر إذا ما كان جسد الفتاة به عيوب، مضيفاً أن موديلات «ديل السمكة» يكون الأفضل للقصيرات، و«المنفوش» للبدينات وطوال القامة، «لكن فيه بنات بقت بتحب الفساتين القصيرة المنفوشة أكتر من الطويل دلوقتى»، لافتاً إلى أنه يقضى ما يزيد على شهر لإنهاء الفستان، لإجراء العديد من التعديلات عليه، حسب طلب الفتيات.