بروفايل| الأبنودي.. سلامتك يا "خال"
عاش وسط جمهوره وهو يحاول بالثورة أن يصنع مستقبلًا، وحين أصابه المرض وأرغمه على الرقود لم يتخلَ عن روحه المرحة، فظلت ترافقه حتى فراش المرض قائلاً: "روحي شيء والمرض شيء آخر" إنه الخال والمقصود بذلك فقط .. "الأبنودي" الذى لا يحتاج إلى تعريف.
أصاب المرض "الخال" مؤخرًا، فتم نقله إلى مستشفى الجلاء العسكري بالإسماعيلية، وكاد أن يتعافى مما تعرَّض له من مشكلات في الرئة، ولكن الجلطة التي أصابت ساقه اليمنى منعته من الخروج ليمكث بضعة أيام أخرى بصحبة فراش المرض وبرفقة زوجته الإعلامية نهال كمال التي لم تفارقه.
هذه الوعكة الصحية التي تعرَّض لها "الأبنودي" كانت كافية لتسقط قلوب ملايين من محبي "الخال" في الوطن العربي وليس مصر فقط، منتظرين الاطمئنان على حالته الصحية، داعين له بالشفاء العاجل، لأنه المعروف الذي لا يحتاج لتعريف، والحاضر دائمًا منذ وجوده الأول تحت شمس الجنوب عام 1939 في قرية أبنود بقنا، فهو واحد من شعراء هذا الشعب العربي، الراقد تحت سطوة هذه البلد.. وواحد من شعراء العالم بدواوينه الرصاصية.
ومن أشهر أعمال الخال "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب "أيامي الحلوة" والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق "أيامنا الحلوة" بجريدة الأهرام وتم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصًا وأحداثًا مختلفة من حياته في صعيد مصر.
وصدر كتاب مؤخرًا في معرض القاهرة للكتاب في دورته السابقة بعنوان "الخال" للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه سيرة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي الذاتية.
ويرصد الكتاب قصص الأبنودي الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف.
وفي مقدمة الكتاب يقول الكاتب "هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن".