آثار مصر.. هنا يرقد التاريخ تحت طبقات القمامة والمياه الجوفية والإهمال
هنا يرقد التاريخ، غارقاً فى المياه الجوفية أو أكوام القمامة أو تحت رحمة اللصوص، بعيداً عن عيون دولة «لا تهش ولا تنش» تكتفى بالحديث عن حضارة الـ5 آلاف سنة فى وسائل الإعلام، ليل نهار، دون أن تكلف «خاطرها» بحماية آثار تلك الحضارة التى باتت على وشك الانهيار تحت ضغط الإهمال.. هنا يرقد التاريخ على مساحة مليون كيلومتر مربع ينتظر من ينقذه، ويخرجه من ظلمات الإهمال والجهل والسرقة إلى الأنوار.
لو نطق أبوالهول الآن لشكا وبكى من آلامه المزمنة، التى فشل كل «أطباء الترميم» فى علاجها، ولو نطق معبد الأوزريون فى سوهاج لشكا المياه الجوفية التى تغرقه، وتآكل جدرانه والأسماك التى ترتع فيه، ولو نطق مسجد الظاهر بيبرس فى قليوب لأبكانا جميعاً على «جور» الزمان الذى حوّله إلى خرابة، وهو وضع لا يختلف كثيراً عن مئات المساجد الأثرية الأخرى فى عموم مصر، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
عندما فتحت «الوطن» ملف الإهمال «المتعمد» لآثارنا بتحقيق عن معبد الأوزريون، قبل أسابيع، كانت تعلم أن ما نشرته قطرة فى بحر إهمال متراكم يأكل جسد الحضارة، لكن مع الغوص فى بحر الإهمال أكثر وأكثر كان يظهر لها المزيد والمزيد، أو بالأصح «بحر بلا قاع» من الإهمال، ابتلع بقايا آثار مدينة الشمس (الأقصر)، ومعبد رمسيس الثانى فى مدينة أخميم بسوهاج الذى تركته الدولة تحت رحمة اللصوص حتى الآن، بالإضافة لإهمالها متحف ومنزل الزعيم أحمد عرابى.
ملف خاص
«شنهور» قوص: تربية مواشٍ على الطريقة الفرعونية
رئيس «آثار الأقصر»: نتسول رواتبنا بسبب «الركود»
«الظاهر بيبرس»: أعمال الترميم لا تنتهى
الأقصر.. من ينقذ بقايا «مدينة الشمس»؟