«ست بـ100 راجل».. هكذا يصفها المتعاملون معها، فبمجرد الدخول إلى محلها المتخصص في بيع الأثاث المستعملة، تستقبلك بابتسامة وتتجول معك في المحل، وتقدم لك وصفا دقيقا للمعروضات، التي تقدمها بأسعار قليلة مقارنة بالأسعار المنتشرة في المحال.
فارس يساعد والداته في صيانة وإعادة تجديد الأثاث المستعمل
لا يتوقف عمل أم فارس على مجرد بيع الأثاث المستعمل، الذي يمر بخطوات عدة، تبدأ من استلامها الأثاث المستعملة، قبل أن يأخذه نجلها فارس الطالب الجامعي، ويدبأ في صيانة الأثاث ودهانه وإعادة تنجيده مرة أخرى إذ تطلب الأمر، ليعود إلى رونقه وتبدأ مهمة أم فارس في عرضه بسعر منافس، مساهمة منها في حل المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها الكثيرين وتحديدا المقبلين على الزواج.
هنا في منطقة فيصل ذات الطابع الشعبي، تقف أم فارس يوميا في معرضها مع شاب وشابة في مقتبل حياتهم، يستعرضوا أسعار غرف النوم والأطفال والتي تبدأ من 4000 جنيه بالإضافة لغرف الأنتريه والأسّرة والقطع الفردية ذات السعر المنخفض.
جائحة كورونا تساعد أم فارس في بيع الأثاث المستعمل
أم فارس حكت لـ «الوطن» عن بدايتها التي حولتها من ربة منزل ترعى أبنائها لتاجرة الموبيليا، لافتة إلى أنّ البداية كانت أيام فترة جائحة كورونا، بإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن بيع سرير أو مكتب أو دولاب صغير، وقررت أم فارس خوض التجربة واتصلت برقم البائع وسألته عن السعر، وعلى الفور أبرمت الصفقة واشترت القطعة وأعلنت عن بيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق ابنتها بوسي الطالبة الجامعية بهامش ربح بسيط جدًا، ونجحت بالفعل في بيعها وحققت هامش الربح المطلوب، وأعادت الأمر مرات ومرات إلى أن افتتحت اول معرض لها لبيع الأثاث المنزلي.
يمكن أن تدخل معرض أم فارس وتفرش شقة كاملة بمبلغ لا يتجاوز الـ15 ألف جنيه، وتحصل على أثاث مستعمل بحالة جيدة ولن يعرف أحد أنه مستعمل.
تحصل أم فارس على الموبيليا وتقوم بعمل صيانة له وإعادة دهان وتلميع مما يظهر قطع الأثاث كأنها جديدة، وحتى لا يقع من يشتريها في حرج أمام اهله وذويه.
«أم فارس» تبيع الأثاث المستعمل بسعر منخفض
كشفت أم فارس لنا عن مصادر شرائها لبضاعة معرضها مشيرة أن الزبائن يتوجهوا لمعرضها ويعرضوا عليها بيع الأثاث، والغريب أن أم فارس تسأل في البداية عن سبب البيع، وإذا عرفت أن البيع بسبب أزمة مالية ترفض شراء هذه الأثاث، ولكنها تتوسط مع زملائها من التجار لشرائه، وتحكم بشرائه بسعر أعلى من المطلوب ليتمكن البائع من قضاء مبتغاه، ولكن تشتري الأثاث ممن يرغب في تحديث أساس شقته أو أصبح القطعة غير ذات حاجة له، وكذلك المسافرين للخارج.
أرجعت أم فارس السبب في ذلك إلى أزمة مالية مرت بها في الماضي، أجبرتها على بيع بعض قطع الأثاث، لذلك تتذكر هذه اللحظات وترفض الشراء وتتمنى أن يوسع الله عليها في تجارتها لتيسر على الناس أزماتهم، وتبيع غرف بسعرها وأقل لذوي الحاجات من الناس.
لدى أم فارس 4 أبناء تتولى مسئوليتهم إثنين منهم في المرحلة الجامعية، ويساعدوها في أعمالها، وترغب ابنتها بوسي التي تدرس في السنة النهائية بكلية الخدمة الاجتماعية استكمال دراستها العليا في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة لتخصص في تدريبهم وتعليهم، بالإضافة إلى ابنة في الثانوية العامة وابنها الأصغر في المرحلة الإبتدائية.
تتمنى أم فارس أن تنهي مسؤولية تعليم أبنائها، وأن تتوسع في أعمالها وتفتح فروع تبيع خلالها الموبيليا المستعملة والجديدة بسعر منخفض جدًا وبهامش ربح بسيط لتساعد الشباب على الزواج وأن يبدأو حياتهم دون ديون وهموم.
تعليقات الفيسبوك