الخطة الأمريكية لإنقاذ الأرض من "الزومبي".. "اعمل نفسك ميت"
يسيرون بخطوات رتيبة، مصدرين همهمات غير مفهومة من حناجرهم التي تآكلت بعد موتهم، مُتجهين إلى الضحايا، بهدف افتراسهم أو نقل العدوى إليهم، لتتزايد جماعتهم، حيث يشنون حملة إبادة جماعية لـ"الجنس البشري" السليم على الكوكب، للسيطرة على العالم.
مشهد تكرر كثيرًا في أفلام هوليوود الأمريكية، حيث تُصاب مدينة ما بـ"فيروس" قاتل، يُحول سكانها إلى "زومبي"، ويبدأ أبطال الفيلم رحلة الهروب إلى أرض الأمان، ويتناقص عددهم طوال أحداث العمل بسبب "عضة" أو التهام حيًا.
كل ما شاهدناه من "رعب" ممزوج بـ"خيال علمي"، دفع باحثين متخصصين في الإحصاءات الميكانيكية بجامعة "كورنيل الأمريكية"، إلى افتراض انتشار الفيروس المسبب لـ"الزومبي" بين 300 مليون نسمة من سكان الولايات المتحدة، وماذا سيحدث من إجراءات لمواجهة مثل هذا الموقف.
لم يهتموا لـ"ثقب الأوزون"، ولا لكيفية وضع حد للتلوث الذي اجتاح كوكبنا، ولا حتى خطة لحماية "وحيد القرن" من الانقراض، ليضعوا معادلات ونماذج وجداول شبكية وحسابات مُتكاملة، استخدمها العلماء لوضع خطة للتعامل مع أربعة أوضاع صحية للبشر هي: "إنسان سليم، وإنسان مصاب بعدوى - غير مُكتمل التحول، وزومبي، وزومبي ميت - بعد قتله".
"زومبي يعض إنسانًا، وإنسان يقتل زومبي وزومبي يتحرك" هي استراتيجية أساسية في سلسلة الأحداث التي ستتصدر الساحة إذا انتشر هذا النوع من الوباء، وهو ما اعتمد عليه العُلماء في وضع خطتهم لإنقاذ الأرض من هذه الكارثة.
النموذج الذي أعدَّه العلماء ونشرته الجامعة كان أكثر واقعية، على عكس الأفلام السينمائية، حيث أخذت بعين الإعتبار أن "مدنًا كُبرى" ستكون أكثر عُرضة للوباء مقارنة مع "بلدات صغيرة ومناطق ريفية"، حيث سيكون لدى البلدات الصغيرة زمنًا يتراوح من "أسابيع لعدة شهور" لاتخاذ إجراءات وقائية، والذهاب إلى مناطق جبلية للتحصن بها، في الوقت الذي سيفرض الزومبي سيطرتهم على مدينة مثل "نيويورك" في يوم واحد.
وأخذت وزارة الدفاع الأمريكية، هذا البحث بعين الاعتبار، فوضعت خطة وقائية لإنقاذ سكان المدن الكبرى، وردع أي هجوم محتمل من "الزومبي"، وتضمنت هذه الخطة تعليمات مفصلة حول طرق صد هجومهم، واستراتيجية للقضاء عليهم.