واعظات مصر.. أصوات وسطية ووجوه سمحة (ملف خاص)
واعظة بالأوقاف
أصوات وسطية ووجوه سمحة داخل مصليات النساء فى مصر، تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، إنهن سيدات الدعوة من داعيات الأزهر وواعظات الأوقاف ومفتيات دار الإفتاء المصرية، اللاتى يمثلن ضلعاً مهماً فى الدعوة الوسطية. واعظات مصر هن امتداد لسيدات الإسلام منذ عهد النبى المصطفى، لهن أقدام راسخة فى نشر دين الله، فكانت البداية مع أمهات المؤمنين وعلى رأسهن السيدة عائشة التى كانت المعلمة الأولى فى الإسلام، تحفظ عن رسول الله العديد من الأحاديث لتبثها فى الناس، فيتعلم منها الفقهاء والعلماء الأحكام الشرعية والآداب حتى قيل «إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها»، وقال عنها عطاء بن أبى رباح: «كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً فى العامة». وعلى مدار ربع قرن مضى، تغافلت المؤسسات الدعوية عن مصليات النساء وتركتها فريسة لجماعات التطرف والتكفير، حتى حلول عام 2014، حينما قررت الدولة، ممثلة فى وزارة الأوقاف، السيطرة على تلك المصليات ضمن خطتها الدعوية للسيطرة على المساجد والساحات التى احتلها المتطرفون، فأحكمت الدولة قبضتها على 50 ألف مصلى نسائى وأطلقت يد دعاتها لمواجهة سموم تلك الجماعات. وفى 2015، استبدلت «الأوقاف» السلفيات والمنتميات لتنظيم الإخوان بواعظات الوسطية، كذلك أطلق الأزهر قطاع الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، بجانب مفتيات دار الإفتاء المصرية، وهناك 503 واعظات بالأوقاف و201 واعظة بالأزهر بجانب أعضاء هيئة تدريس الأزهر من السيدات واللاتى يُقدرن بالمئات يساعدن فى نشر الدعوة الوسطية، كذلك أكثر من 160 مفتية بالأزهر والإفتاء لمعالجة قضايا المرأة والمشكلات الأسرية.
«الوطن» تفتح ملف الدعوة النسائية وترصد تطورات المشهد الدعوى فى مصليات النساء ودور الواعظات والداعيات والمفتيات فى تلك الساحات، كذلك المقارئ القرآنية للمرأة والتى تم تدشينها لأول مرة فى تاريخ الدعوة النسائية، بجانب عمل 50 مأذونة شرعية على مستوى الجمهورية.