مجموعة أصدقاء يصممون ماكينة لنزع الشوك من التين
«تين كان شوكي».. شعار اتخذه مجموعة أصدقاء بمنطقة النوبارية، لتصميم ماكينة لنزع الشوك من فاكهة التين الصيفية، بعدما لاحظوا وجود هذه الماكينة في عدة دول على مستوى العالم ليست مصر من بينها، ما دفعهم للبحث وإجراء عدة دراسات حول تصميم الماكينة وآلية عملها ونسب تنظيفها للشوك حتى تمكنوا من تنفيذها وجعلها تعمل بكفاءة هي الأعلى على مستوى العالم.
في عام 1996، استلم أسامة حسن، خريج كلية التجارة، قطعة أرض على مساحة 5 أفدنة في منطقة النوبارية، وبدأ في زراعة أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه، كان من بينها التين الشوكي، التي تخصص في زراعتها بشكل دقيق وأصبح له خبرة واسعة وعلى دراية كبيرة بكل ما يتعلق بها، وكانت هي البداية والنواة لتصميم وتنفيذ أفضل ماكينة نزع شوكي من حيث الكفاءة على مستوى العالم.
«أنا متعلق بكل حاجة ليها علاقة بالتين الشوكي، وفي سنة 2006، شفت مقطع فيديو لدكتور مهندس في مركز البحوث الزراعية كان بيتكلم عن ماكينة تشيل أشواك التين»، ونالت الفكرة إعجابه وأسرت اهتمامه بدرجة كبيرة، ما دفعه ونحو 14 آخرين من أصدقائه، للعمل على مشروع لتنفيذ ماكينة نزع الشوك، وكانت البداية من خلال إجراء بحث موسع حول هذه الماكينة.
توصل «أسامة» وأصدقاؤه خلال بحثهم إلى وجود 6 دول فقط على مستوى العالم تمتلك هذه الماكينة، وهي (إيطاليا، أمريكا، المكسيك، المغرب، تونس والسعودية)، وأنّ ماكينات هذه الدول تنزع الشوك من التين بنسبة تتراح من 60% إلى 80%، وهذه النسبة الأعلى توجد فقط في الماكينة الإيطالية.
«قلت مينفعش إحنا كمصر ميبقاش عندنا ماكينة نزع التين من الشوك رغم كميات مزارع التين الكتيرة اللي عندنا، ونفضل نستورد التين منزوع الشوك»، وفقًا لـ«أسامة»، صاحب الـ61 عامًا، وأنه وأصدقائه بعد إجراء عدة تجارب، تمكنوا من تصميم ماكينة تنزع الشوك من التين بنسبة 100%، إلا أنهم لاحظوا أيضًا أنها إلى جوار الشوك، تنزع النقاط الجيلاتينية البنية وبالتالي ظهور جروح على ثمرة التين ما يعرضها للتلف بشكل أسرع، كما أنها بدت غير جيدة الشكل من حيث التسويق؛ لذا قللوا نسبة تنظيف الشوك بين 90% و95%.
صُممت ماكينة نزع الشوك من التين بتكلفة إجمالية مليون جنيه، وعلى شكل قريب لحرف «L»، إلا أن ضلعيها متساويين، طول كل منهما 7 أمتار، وتشغل مساحة حوالي 100 متر مربع، كما أنها تعمل بطاقة إنتاجية تصل لطنين في الساعة الواحدة، ويمكنها العمل لمدة 20 ساعة يوميًا، على أن يتم فصلها وتنظيفها كل 10 ساعات، ونزع الشوك يتم من خلال مرور ثمرات التين على سير كبير ووسط فرشات تعمل بتقنية عالية لتنظيفها تمامًا من الأشواك.
«بدأنا نشغلها بشكل تجاري السنة اللي فاتت، والحمد لله لقينا إقبال فاق توقعاتنا، لدرجة أنّ كان في 8 أشخاص مسؤولين بس يستقبلوا مكلمات العملاء على الموبايلات ومكانوش ملاحقين»، بحسب الرجل الستيني، وأنه يطمح وأصدقائه أن تكون هذه الماكينة سببًا لتصدير التين المصري منزوع الشوك إلى دول العالم أجمع، لا سيما وأنّ إنتاج التين في مصر يبدأ في منتصف شهر يونيو، وحتى أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر، في حين أن ظهوره في باقي دول العالم يكون بداية من أوائل سبتمبر وحتى منتصف نوفمبر: «ده هيخلي التين بتاعنا هو بشاير التين على مستوى العالم، وميبقاش في حد ينافسنا».
تعليقات الفيسبوك