مشروع إسرائيلي للدمج بين الطلاب العرب واليهود يثير ردود فعل عنصرية صاخبة في إسرائيل
بعد أن أعلن مجلس التعليم الأعلى بإسرائيل عن وثائق سرية أعدها مسبقا عن نسبة الطلاب العرب واليهود في المدارس الإسرائيلية، والتي كشفت عن أن نسبة الطلاب العرب لا تتعدى الـ 11% في مرحلة رياضة الأطفال، وتبدأ في الانخفاض تدريجيا حتى الوصول إلى 2% في مرحلة الشهادات العليا ورسائل الدكتوراه، قررت وزارة التعليم الإسرائيلية بدء مشروع جديد، يهدف إلى الدمج بين الطلاب اليهود والعرب في رياضة الأطفال، إلا أن المشروع تسبب في ردود فعل عنصرية وصاخبة في المدن المقرر تنفيذ المشروع بها، والتي يسكنها الأغلبية من اليهود إلى جانب بعض العرب.
وقال موقع "والا" الإسرائيلي إن والدي أحد الأطفال، هددا بإغلاق روضة الأطفال بأكملها والاعتصام والإضراب عن التعليم، إذا ما دخل المشروع قيد التنفيذ خلال الأيام المقبلة كما هو مقرر. وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن روضة الأطفال "ليلاخ"، تم اختيارها في مطلع العام الجاري لاختبار المشروع الجديد بها، حيث أُعدت المبادرة الجديدة "تعرف على المختلف"، للوصل بين الطلاب العرب واليهود، على أمل التعايش السلمي بين الشعبين.
وفي إطار المشروع الجديد، يستضيف تلاميذ الروضة أسبوعيا، طلاب روضة أطفال أخرى كل طلابها من العرب، ويحاول الاثنان التواصل وإقامة علاقات مشتركة ووصل الثقافات بينهما طوال العام.
وذكر "والا" أن عددا من أولياء أمور الطلاب، يحاولون منع تنفيذ المشروع الجديد بكل الوسائل الممكنة، وقال رئيس رابطة أولياء الأمور، "لن أسمح بأن تتعلم ابنتي السلوك والأخلاق مع أبناء الطائفة العربية، يكفيني أننا نسكن في هذا الحي إلى جانب بعضنا البعض، لا حاجة لأن يتعلم أطفالنا مع العرب".
وتوجه أولياء الأمور إلى حاخام المدينة، الحاخام يشعياهو هرتسل، على أمل أن يحاول في إقناع رئيس البلدية، شمعون جبسو، بإلغاء المشروع، وهو ما دفعه للرد قائلا، إن "الأمر مازال تحت الفحص، وأنا أتفهم رغبة الآباء، ولدينا مشاكل كافية في كيفية دمج الشعبين معا"، مؤكدا على أن التعايش السلمي بين الشعبين في المدينة، يسير بشكل جيد.
وردا على مطالبات الآباء بوقف المشروع، نشر مكتب بلدية المدينة بيانا، جاء فيه: "تحدد اللقاء المشترك لممثلي الآباء مع رئيس المدينة شمعون جبسو، ومديرة القطاع بوزارة التعليم، د. أورنا سمحون. ونحن مقتنعون بأن اللقاء والحديث سيتوصل إلى حل نهائي للمشكلة".
وردت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية على مطالبات الآباء، "المشروع تربوي بالمقام الأول، وتعليمي وذا قيمة كبيرة، وتم التصديق عليه من الوزارة نفسها، ويظل المشروع قيد المراقبة طوال فترة التنفيذ".