«شبيه الشريعي ولم ينل حظه».. محمود درس الإعلام ويحلم بالعمل مذيعا
"محمود" شبيه عمار الشريعي
وُلِد مكفوفًا لكن الله منحه كَنز البصيرة، كما عزّز لديه الإرادة، فهو مثابر تعلّم ودرس حتى حصل على ليسانس في الإعلام، كما جاهد كثيرًا في طفولته وتجلت مثابرة والدته التي تعلّمت طريقة برايل للمكفوفين لأجله، حتى أنه تدرّب في مجالات متعددة منها التصوير الفوتوغرافي وأعمال البنوك ومجال العطور كما قدم برنامج بالشارع عبر السوشيال ميديا.
الشاب محمود الإبراشي يبلغ من العمر 27 سنة، حصل على ليسانس آداب قسم إعلام شعبة الإذاعة والتلفزيون بجامعة حلوان، يقول في حديث لـ«الوطن» إنه ولد لأسرة بسيطة الحال الأب يعمل جزارا والأم ربة منزل، كما رزق الله الأسرة 2 من الأبناء غيره، معلقًا: «الحمد لله ربنا ميزني وكنت المكفوف الوحيد في أسرتي وعيلتي وتعايشت بفضل ربنا».. حسب تعليقه.
بصيرة رغم كف البصر فالنور مكانه في القلوب
ويتابع «الإبراشي» في حديثه أنه كان مميزا محبوبا لدى أسرته وتلقى كامل الدعم منهم، لافتا إلى أن والدته تعلمت لأجله طريقة برايل للكتابة، وكافحت لتعينه على التعلم، وبدأ مراحل التعليم فحفظ أجزاء من القرآن الكريم في طفولته ثم التحق بالتعليم الأساسي وكان مميزًا موهوبًا في دراسته رغم الصعوبات التي قابلها، إلى أن التحق بكلية الآداب قسم الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون.
وأعرب الشاب عن امتنانه لله بمنحه البصيرة، لافتا إلى رغبته في أن يصبح مذيعًا أو إعلاميًا فهو لا ينقصه شيئا ويتمتع بالثقافة واللباقة ولديه حلم وأمل يراوده لتحقيق أمنيته، إذ تخرج من الكلية وسعى جاهدًا لتنفيذ فكرته.
مذيع شارع وطموح لا ينتهي
لم يكتفِ الشاب الطموح بتقديم أفكار النصائح بل اتفق مع بعض زملائه ونزل إلى الشارع لتنفيذ رغبته وحلمه في أن يصبح مذيع شارع وبالفعل نوّع الأفكار والمعطيات التي يطرحها في برنامجه الذي أعده وجهزه برفقة أصدقائه، لافتًا إلى أن البرنامج كانت حلقات يستضيف خلالها المارة ويحاورهم سواء بشكل كوميدي أو يقدم لهم أسئلة ويجيبون عليها، ويعلق قائلًا: «الحلم ماكملش لأن قدراتنا أنا وزمايلي محدودة ماديا».. حسب قوله.
يواصل محمود السعي منذ طفولته، موضحًا أنه يحب التعلم والاكتشاف فكان يتدرب على أعمال وعلوم ربنا تفيده في حياته العملية، لافتا إلى أنها إذ لم تفيده عمليا فلم تضره بل تقدم له معلومات وتثري ثقافته، مشيرًا إلى حصوله على دورة تدريبية تابعة للمعهد المصرفي «مجال البنوك».
يسعى للتعلم واكتساب الخبرات
وضمن المحاولات التي لا يملّها محمود الإبراشي سعى لتعلم تركيب العطور وتمكن من تركيبها ونفذ مشروعًا صغيرًا بنسبة مبيعات قليلة إلا أنه سعيد بتوجه البعض للشراء منه.
رغبته في العمل مصور فوتوغرافي
يشير "محمود" إلى أنه يود كسب قوت يومه فهو قادر على العمل، لافتا إلى رغبته في العمل كمصور فوتوغرافي في استوديو أو موقع تصوير، فقد اجتاز دورة تدريبية مخصصة، كما يرغب في العمل مذيعا.
محمود أكثر شبها بالراحل عمار الشريعي
ويختتم محمود أنه يود أن يخصص رابطة لدعم المكفوفين بصفة خاصة، وذوي الهمم بصفة عامة لمساعدتهم في الأماكن العامة كمحطات المترو والقطارات، مشيرًا إلى أنه سعيد بكون المقربين يلقبونه بعمار الشرعي لتقارب الملامح، مضيفًا بسخرية: «أتمنى حظ الشريعي مش ملامحه فقط».. حسب قوله.