ارتفاع أسعار السمك في نيجيريا بعد العنف المتزايد لـ"بوكو حرام"
ألحقت أعمال العنف التي تشنها جماعة "بوكو حرام" شمال شرق نيجيريا، أضرارا في قطاع الصيد البحري في المنطقة، وتسببت في نقص إمدادات السمك، ما أدى لارتفاع أسعاره، حسب ما أفاد كبار المسؤولين في القطاع.
كانت مدينة ميدوجوري، الأكثر تضررا، بعد أن أوقفت السلطات في النيجر المجاورة، شحنات كبيرة من السمك المدخن لأسباب امنية، ولمدة تزيد عن أسبوع، توقفت أكثر من 200 عربة محملة بالأسماك، ومتوجهة إلى عاصمة ولاية بورنو، على مشارف بلدة ديفا الحدودية النيجيرية بانتظار تفتيشها.
وقال رئيس اتحاد الصيادين في بورنو، أبوبكر جماندي، إن المدينة والمنطقة الشمالية الأوسع، تواجه نقصا غير مسبوق في إمدادات السمك، وأن إمدادات السمك إلى ميدوغوري توقفت والأسعار ارتفعت.
وارتفع سعر صندوق السمك المدخن في المدينة إلى 15 ألف نيرا (79 دولارا) مقارنة مع 9000 نيرا في السابق.
وقال جماندي "لا اعتراض لدينا على تفتيش الشحنات، ولكن منذ 10 أيام لم يتم تفتيش أي من العربات، بل إنها تقف هناك فقط".
وتحمل العربات أسماكا بقيمة 1.12 مليار نيرا (5.6 مليون دولار) اشتراها التجار المحليون في المنطقة المضطربة بكل ما تبقى لديهم من أموال.
وأضاف جماندي "عانى تجارنا كثيرا من النكسة المالية نتيجة تمرد بوكوحرام، وإذا خسرنا هذه الشحنات التي تشكل شريان الحياة لهؤلاء التجار، فإن التأثير الاقتصادي سيكون كارثيا".
وأكد مسؤول في اتحاد السائقين في ديفا، أن أكثر من 200 عربة لا تزال متوقفة خارج المدينة، وقال المسؤول- طلب عدم الكشف عن هويته- إن عربات السمك وحدها هي التي يتم احتجازها، لكن عربات الركاب يسمح لها بالمرور بعد تفتيشها.
وشهدت بلدة ديفا في الأسابيع الأخيرة، موجة من التفجيرات الانتحارية والهجمات التي شنتها جماعة بوكوحرام، ردا على قرار النيجر نشر قوات لمواجهة متمردي الجماعة.
وفرضت النيجر في وقت سابق من هذا الشهر، حالة الطواريء في بلدة ديفا مدته 15 يوما، ما أدى إلى تشديد الإجراءات الأمنية.
وكانت ولاية بورنو، تفتخر بأنها مركزا لصيد السمك من بحيرة تشاد، حيث تلتقي الحدود بين نيجيريا والنيجر وتشاد، إلا أن النزاع مع بوكوحرام والذي بدأ في 2009 عرقل اصطياد السمك في الجانب النيجيري من البحيرة، بخاصة في بلدتي باغا ومارتي.
وسيطر مسلحو بوكوحرام، على بلدة باغا في هجوم مدمر في 3 يناير، ما أدى إلى مقتل المئات، وأجبر الآخرين على الفرار، عدد كبير منهم من الصيادين، وتحول العديدون إلى استيراد السمك من تشاد والنيجر التي لم تتاثر شواطئها بالتمرد، إلا أن سقوط باغا قطع طريق إمدادات التجار.
وقال سليمان ألاغارنو، التاجر في سوق السمك في غامرورو، إن مخاوف تنتشر من أن الشحنات العالقة حاليا في ديفا، ستتلف إذا لم يتم الإفراج عنها، وقال إن الأسماك موضوعة في صناديق مغلقة ومحملة في عربات دون تهوية، مشيرا إلى احتمال نفاد السمك في المدينة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف شيهو إليو، تاجر السمك في بلدة هادجيا في ولاية جيغاوا الشمالية التي تعتمد على ميدوجوري في إمدادات السمك، "أتيت إلى ميدوغوري لمعرفة الوضع، لأن الإمدادات إلى هادجيا توقفت والطلب مرتفع جدا".
وتابع "الزبائن يزعجونني ولا يكفون عن السؤال حول موعد وصول الإمدادات، وأنا هنا لأرى متى سيمكنني الحصول على أي كمية من السمك مهما كانت".