ذكريات المصريين مع أول بث تلفزيوني: «لمة جيران وسهرة حلوة والفرجة بميعاد»
أول بث تلفزيوني
63 عامًا مرت على إطلاق أول بث تلفزيوني من مبنى ماسبيرو، الذي كان بمثابة انطلاقة نحو النور والمعرفة عبر 6 ساعات يومية، وفي ذكرى انطلاق البث الأول للتلفزيون المصري، تستعرض «الوطن»، ذكريات وحكايات مختلفة للمواطنين حول فرحة البث الأول على الشاشات المصرية من مبنى «ماسبيرو».
لمة الجيران بسبب البث الأول للتلفزيون
حالة من الترابط والوحدة كانت تعيشها قرية مشطا بمحافظة سوهاج، وذلك قبل انطلاق البث الأول للتلفزيون: «الناس زمان كانت بتحب بعض عايشين في بيت عيلة كبير ودايما متجمعين ميفرقش بينهم غير النوم»، بنبرة يشوبها الحنين للماضي، تحدثت سعاد سيد، عن ذكرياتها لـ«الوطن»، موضحة أنه قبل إطلاق البث الأول للتلفزيون كان الرجال يجتمعون أمام منزلهم بصحبة الجيران، بينما في الجهة الأخرى كانت السيدات يقمن بأعمالهن المنزلية، ثم الاستمتاع برفقة بعضهن البعض وسط ضحك ومرح على مواقف اليوم.
فرحة كبيرة سيطرت على أهالي القرية لحظة إطلاق البث الأول في التلفزيون المصري، من مبنى «ماسبيرو»، رغبة منهم في مشاهدة العالم الخارجي بالصوت والصورة، خاصة أن البعض كان يمتلك راديو فقط «أول ما اشتغل التلفزيون أغلبية البيوت راحت اشترته وناس تانية مقدرتش»، هكذا عبرت «سعاد» عن الاتفاق على ساعة معينة لمشاهدة التلفزيون بها عند أحد الجيران، حيث كان وسيلة الأهالي للاستماع لأول بث تلفزيوني، وكأن القرية جميعها منزل واحد.
الاستمتاع براديو يعمل بالحجارة قبل دخول الكهرباء
بينما في قرية كوم إشقاو من المحافظة ذاتها، حينما أُطلق أول بث تلفزيوني «ماسبيرو»، كانت تعيش في ظلام دامس، لا تتمتع بالكهرباء، فكانت متعتهم الوحيدة الاستماع إلى الراديو الذي يعمل بالحجارة الصغيرة، فعند غروب الشمس كان الجميع ينهي أعماله الخارجية للذهاب إلى المنزل قبل أن يحل الظلام، «الناس كانت تخلص شغلها بره وترجع قبل الليل خاصة إن البلد دخلها النور متأخر فكانوا يسمعوا على الراديو اللي بالحجارة دي كانت حياة بالنسبة لينا خاصة مفيش غيره كمصدر ترفيه» وفق تعبير جميل مختار.
بعد نحو 17 سنة، من إطلاق البث الأول للتلفزيون، تمتعت القرية بالكهرباء وحل النور يضيء في كل مكان، فكان السبيل الأول هو شراء التلفزيون الذي أصبح يبث أكثر من قناة وبرنامج، وأصبح يتمتع بوسائل ترفيهية أخرى، إلا أن هناك بعض العائلات فقط من تملك التلفزيون، لذلك كان الجميع من يريد مشاهدة مسلسل أو برنامج يتفق على ساعة ما للذهاب لمشاهدتها مثل مشاهدة السينما في الوقت الحالي، إلا أن الفرق بينهما هو الحضور المجاني، «البلد كلها كانت عبارة عن عيلة واحدة» وفق تعبير «جميل».