«آلاء» بائعة فاكهة تبدع في الرسم بالمحلة الكبرى: أتطلع لتمثيل مصر بمسابقات دولية

كتب: عاصم هشام ورفيق محمد ناصف

«آلاء» بائعة فاكهة تبدع في الرسم بالمحلة الكبرى: أتطلع لتمثيل مصر بمسابقات دولية

«آلاء» بائعة فاكهة تبدع في الرسم بالمحلة الكبرى: أتطلع لتمثيل مصر بمسابقات دولية

مع صباح كل يوم، وإشراقة شمس نهار جديد، تخرج أم محمود من منزلها متوجهة إلي سوق، لتنظم ما معها من فاكهة، من أجل مساعدة زوجها على متطلبات الحياة؛ إذ أن لديها 3 أبناء، ومع توافد المئات من المواطنين إلى السوق، وحركة البيع والشراء، لا يشغل بال آلاء العشري وشهرتها «أم محمود»، إلا ممارسة هوايتها في الرسم.

«الرسم عندي هواية وبرسم بدون مقابل»، بهذه الكلمات بدأت آلاء رفعت العشري، وشهرتها أم محمود، وتبلغ من العمر 28 عاما، متزوجة ولديها 3 أطفال، تقيم بمنطقة بنزيون في المحلة الكبرى، بائعة فاكهة داخل السوق بتلك المنطقة المشار إليها، حديثها مع «الوطن».

أم محمود: الرسم عندي موهبة منذ نعومة أظافري

وقالت أم محمود إن الرسم عندها موهبة منذ نعومة أظافرها، ومكتشف تلك الموهبة أحد المدرسين عندما كانت في الصف الثالث الابتدائي، موضحة: «طلب المدرس آنذاك من التلاميذ أن يرسموا عروسة المولد، وعند رؤيته لما رسمته، تعجب وظن أني نسختها عن طريق ورق شفاف، ولم يقتنع إلا بعد أن أعدت رسمها مرة أخرى أمام عينيه».

استكملت آلاء العشري حديثها لـ«الوطن»، موضحة أنها كانت تنظر إلى أصدقائها والمدرسين، وتعكف على رسمهم، بجانب أنها كانت تصنع استيكرات صغيرة، وتبيعها لأصحابها، مشيرة إلى أنها كانت تعشق العلم والتعلم، والجميع كان يتوقع لها مستقبل باهر.

ولفتت إلى أنها حصلت على مجموع عالٍ في الشهادة الإعدادية، والتحقت بالثانوية العامة، ونظرا لظروف عائلية حولت إلى إحدى المدارس الصناعية الفنية، لكن لم تكمل دراستها.

فنجان قهوة وملعقة أدوات الرسم

وروت أم محمود أنها تزوجت بعد ذلك، ورزقت بـ3 أطفال، واتخذت من بيع الفاكهة تجارة لها، كمصدر رزق لمساعدة زوجها على متطلبات الحياة، وأنها يومها داخل سوق يبدأ في الساعات الأولى من الصباح، وبعد أن تتناول فنجان القهوة، تأخذ ما تبقي منه بجانب ملعقة صغيرة، لتبدأ في ممارسة الرسم هوايتها المفضلة، على كراسة الرسم، موضحة: «وقتها الناس كلها بتقف قدامي، بكون سعيدة ومبسوطة جدا عندما أرى نظرات الانبهار في أعين الناس».

وأشارت آلاء إلى أن لديها أصدقاء طفولة، من أطباء ومهندسين، يأتون للجلوس معها والاطمئنان عليها بين الحين والآخر، مؤكدة: «أنا برسم من غير مقابل بفرح الناس، وأنمي موهبتي، وبعض الزبائن يرسلون صورا لهم ولعائلتهم، لكي أرسمهم».

ونوهت إلى أنها رسم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبينهما حمامة السلام، موضحة أن تلك الرسمة كانت منذ عدة سنوات ماضية.

واختتمت حديثها لـ«الوطن»، مؤكدة أنها تتمني أن تلتحق في مسابقات، وتطلع لتمثيل مصر في مسابقات دولية، مشددة على أن «البلد خيرها علينا».


مواضيع متعلقة