50 منظمة نسائية سودانية تؤكد دعمها لقمة دول الجوار في القاهرة
الرئيس السيسي
وجّهت 50 منظمة مجتمع مدني نسائية من السودان، عدداً من المطالب لرؤساء الدول المشاركين في اجتماع قمة دول جوار السوداني، المنعقد في العاصمة المصرية «القاهرة» والذي يستهدف خلق حلول سلمية للأزمة السودانية، مرحبين بما تقوم به مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة من دعم للنساء والأطفال السودانيين على وجه التحديد، مطالبين بوضع حد للحرب دون مزيد من الهدن.
وأشار البيان الصادر عن 50 منظمة مجتمع مدني سودانية إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 والصكوك الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة، التي تنص على أهمية دور المرأة في منع الصراعات وإدارتها وحلها، وبناء وحفظ السلام، والاستجابة الإنسانية والإعمار بعد انتهاء الصراع، ووجهن الدعوة لحماية النساء والفتيات من العنف، ولا سيما العنف الجنسي المرتبط بالنزاع المسلح، والاعتراف بالمبادرة والقيادة المصرية لاستضافة مؤتمر قمة دول الجوار لإيجاد حلول سلمية للأزمة السودانية.
حث دول الجوار على حماية النساء والفتيات في السودان
كما أكدن تقديرهن لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية للنساء والأطفال السودانيين على وجه التحديد عبر الحدود المصرية السودانية، وتقديرهن للجهود المصرية الرامية إلى استقبال النساء والأطفال السودانيين في الأراضي المصرية بعد بداية الحرب، وتقديم الخدمات الإنسانية، كذلك الإقرار بالإمكانيات الكبيرة للقيادة النسائية، ومشاركتهن، ودورهن في الوساطة وفي تحقيق السلام المستدام وتعزيز استمراريته، مع حث دول الجوار على حماية النساء والفتيات في السودان، وإشراكهن في عملية السلام، وحمايتهن من العنف والاستغلال الجنسي وتمكينهن من الحصول على الضروريات الأساسية.
تقديم الإغاثة إلى النساء باعتبارهن الفئات الأكثر
ولفت البيان إلى الأثر المدمر للحرب التي بدأت في أبريل بين الجيش السوداني الوطني وقوات الدعم السريع، التي امتدت من العاصمة الخرطوم لتشمل دارفور، وكردفان، مما تسبب في إلحاق الدمار بالسودان، بما في ذلك التشريد، وهروب المواطنين، ومعظمهم من النساء والأطفال، إلى الولايات الأخرى والبلدان المجاورة يضاف إلى ذلك جرائم الحرب البشعة ضد الإنسانية التي ذكرتها العديد من منظمات وهيئات حقوق الإنسان.
جدير بالذكر أن السودان يعيش جميع أشكال المعاناة، بما في ذلك عدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية والغذاء والمياه وما إلى ذلك، كذلك الاعتراف بالعواقب البعيدة المدى للحرب على النساء والفتيات وأثرها الدائم على حياتهن، وإدراك أن المرأة السودانية أظهرت أنه حتى في أصعب الظروف، يمكنها أن تكون مرنة وقوية وقيادية للتغيير الإيجابي والسلام المستدام، مشددن على ضرورة تقديم الإغاثة إلى النساء باعتبارهن أكثر الفئات ضعفا في الصراعات المسلحة، بما في ذلك تيسير وصولهن الكامل إلى المساعدة الإنسانية.
كما تقدمت منظمات المجتمع المدني بالشكر والتقدير لجميع البلدان المجاورة لفتح حدودها واستضافتها الشعب السوداني وخاصة النساء والأطفال والمسنين والجرحى والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، لما يقرب من 650 ألف لاجئ عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حيث شرد 2.2 مليون نازح داخل البلد، وتوجهن بالشكر على تقديم المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين داخل السودان وعلى بذل الجهود لدعم الشعب السوداني في بلاده.
الاعتراف بأهمية الدول المجاورة في الأزمة
أكد البيان الاعتراف بأهمية الدول المجاورة في أزمة السودان الذي يتجاوز دورها استضافة اللاجئين، وما لدى السودان من اتفاقات تجارية باعتباره المورد الرئيسي للأغذية إلى البلدان المجاورة والسودان من أكبر البلدان التي تصدر الماشية والمنتجات الزراعية والمعادن، ضمن بلدان أخرى.
استمرار الحرب يؤدي إلى تدفق الجماعات الإرهابية
وأشار البيان المشترك إلى الخوف من استمرار الحرب التي يمكن أن تؤدي إلى تدفق الجماعات الإرهابية في السياق السوداني الهش حاليا، الأمر الذي سيؤثر على السودان والبلدان المجاورة كتهديد لأمنها القومي، وقد يتطور إلى تهريب الأسلحة والسلع الاستراتيجية، والمخدرات، والاتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة عبر الحدود في حالة استمرار الحرب.
وضع آليات لوقف الحرب دون مزيد من الهدن
وتابع البيان الذي يعبر عن المرأة السودانية تقديره عزم القمة على إنشاء آليات لحل الأزمة في السودان بالوسائل السلمية، وحث البلدان المجاورة على إنشاء آليات من أجل وضع حد للحرب دون مزيد من الهدن التي ثبت عدم فعاليتها واقتراح سبل لإنهاء الصراع المسلح بآلية رصد واضحة في جميع أنحاء السودان، وضمان أمن المدنيين وانسحاب القوات العسكرية من المدن وإخلاء المنازل والأماكن للسماح بالعودة الفورية للسودانيين من البلدان المجاورة، وحماية المدنيين، بمن فيهم النساء والفتيات من أي شكل من أشكال العنف، ولا سيما العنف الجنسي المتصل بالنزاعات، وكفالة إيصال المساعدة الإنسانية فورا إلى المتضررين داخل السودان وفي البلدان المجاورة، والتأكيد على أهمية تنسيق جميع المبادرات الرامية إلى دعم السودان للتغلب على أزمته من أجل ضمان سلام شامل وعادل ودائم في السودان.
وأشادت المنظمات بدور الدول المجاورة في دعم السودان والشعب السوداني للتغلب على الحرب، ودعوة الدول إلى عدم نسيان محنة النساء والأطفال السودانيين في مناقشاتها وقراراتها في هذه القمة، ونعتقد أنه بفضل دعمكم وتضامنكم يمكننا أن نبني مستقبلا أفضل لأنفسنا ولأسرنا.