بالصور| في مطار القاهرة.. "العائدون من ليبيا.. الهاربون من الموت"
بأعين متوجسة وقلق سيطر على القلوب، وقفوا ينتظرون ويخشون الدقائق الأخيرة التي دائما ما تتغير فيها المصائر لاتجاه معاكس، داعين أن يكمل الله عودة ذويهم، الدقائق تمر كالساعات تزداد معها دقات القلب، تخايلهم تلك المشاهد التي أصبحت كوابيس تهددهم، حانت اللحظة، فُتحت الأبواب و"يا أهلا بالحبايب".
الدموع تنفجر والأحضان تفتح مع اللحظة التي خرج فيها العائدون من ليبيا فجر اليوم بمطار القاهرة، أحضان أنستهم ما عاناه كل منهم خلال تلك الأيام الماضية، والتي شابت فيه شعورهم من القلق على أقرب الأقربين لهم، لم يصدق الأب أنه يحتضن ابنه، ولم تع الزوجة أنها تحتضن زوجها بعد أن كانت تحمل ابنها وتدعي الله ألا يناله اليتم، وتلك الأم ذاب قلبها شوقا فقدمته شكرا لله بعد ليال طويلة سهرت تصلي من أجل فلذة كبدها.
على الرغم من ليلة باردة ضربت الأبدان، زادها الفجر برودة، فإن برودة القلق كانت أشد، رغم ازدحام ساحات المطار بعشرات الأهالي المتشوقين لرؤية ذويهم، بعدها ذاب الجليد بعد أن بلغ الحنين ذروته وأشبعه دفء اللقاء الذي استحاله البعض، وهنا حل الصمت حين لم تصدق القلوب ما تعيشه، فراحت الأعين تتحدث بأحضان كانت منالا بعيدا.