عصير قصب «أبوصلاح»
لم يتخل عن عمامته وجلبابه الصعيدى. جاء من أسيوط إلى القاهرة منذ ما يقرب من 50 عاماً. عاش مغترباً باحثاً عن مكان له فى شوارع القاهرة. وأخيراً استقر فى مهنة بيع القصب. عندما تتحدث إلى «سيد أبوصلاح»، تعرف من الوهلة الأولى أنه صعيدى، فهو عصبى المزاج، ذو ملامح حادة، صوته أجش، كوب الشاى لا يفارق يده. عاش فى باب الشعرية بائعاً لعصير القصب، جاء فى أواخر الستينات. تعلق قلبه بـ«باب الشعرية»، عاش فيها وافتتح محله الصغير، لكن حبه لها لم ينسه حبه للصعيد. يجيد اللهجة القاهرية ويتقنها، لكنه لا يستطيع التخلى عن لهجته الصعيدية: «باعرف أتكلم قاهرى لكن اللهجة ماتطلعش من بُقى، بحب بلدى أكتر، واللى عمرى ما أعرف أعمله هو إنى ألبس حاجة غير الجلابية والعمة».
عندما كان شاباً كان «أبوصلاح» يبيع كوب العصير بـ«تعريفة»، ثم أصبح له زبائنه من أصحاب المحال والعاملين فى المنطقة. قديماً كان زبائنه «طيارى» حسب وصفه، وبعد سنوات أصبح لا يجلس من شدة الزحام. لم يرض يوماً أن يبيع أى نوع من العصائر بخلاف القصب، حتى أطلق عليه أهالى باب الشعرية عم سيد الصعيدى «بتاع القصب».