مشهد السيدة رقية بشارع الأشراف.. بنته السيدة «علم الآمرية» وجدّدته «توحيدة هانم»
باحث في الآثار: مشهدها وسط شارع الأشراف الأكثر جذباً لمحبي آل البيت
مشهد ومسجد السيدة رقية
يقع مشهد ومسجد السيدة رقية بشارع الأشراف فى حى الخليفة بالقاهرة، ووفق «الجبرتى»، فقد جدّده الأمير عبدالرحمن كتخدا فى سنة 1761 م، وفى أيام الخديو عباس باشا الأول ابن الأمير أحمد طوسون أُجريت عمارة واسعة للمشهد والمسجد ووسعت التكية الملحقة به، ورُكبت على الضريح مقصورة من الخشب المُحلى بالصدف، وكانت فيما سبق على المقام الحسينى، فنقلها «كتخدا» لمقام السيدة رقية، وسبقت هذه العمارة أعمال قامت بها الأميرة توحيدة هانم بنت العزيز محمد على باشا، وزوجة الأمير محرم بك حاكم الجيزة ثم الإسكندرية، وشملت تجديدات فرعية وفرش المكان بالسجاجيد بدل الحصر، وزيادة مرتبات التكية.
ووفق موسوعة المزارات الإسلامية والآثار العربية فى مصر والقاهرة المعزية للدكتور حسن قاسم الصادرة عن مكتبة الإسكندية 2017 «الجزء الثانى»، فقد بنى المشـهد قديماً السيدة علم الآمرية زوجة الخليفة الآمر بأحكام الله منصور بن المستعلى بالله أحمد أبى القاسم الفاطى، وقد أمرت السيدة علم الآمرية ببناء المشهد سنة 1133 م، وبنت عليه قُبة، أما الضريح فكمل بناؤه فى سنة 1139م، وما زال باقياً، كما أنشأ السيد محمد مرتضى فى الجهة القبلية من مشهد السيدة رقية زاوية برسم زوجته السيدة «أم الفضل» التى ماتت قبله، صدقة على روحها، ومكتوباً على باب المشهد هذا البيت: «بقعة شرُفت بآل النبى.. وببنت الرضا على رقية».
وقال معاذ لافى، باحث فى الآثار والحضارة الإسلامية، إن مشهد ومسجد السيدة رقية بشارع الأشراف من أهم الشواهد والمزارات السياحية التى يتردد عليها زوار أهل البيت فى القاهرة من داخل وخارج مصر، وذلك على الرغم من وجود روايات متعددة تشير إلى الاختلاف حول مكان وتاريخ دفن السيدة رقية ابنة الإمام على الرضا.
وعن المسجد وبنائه وتطوره منذ العصر الفاطمى حتى اليوم، قال الباحث إن مشهد السيدة رقية تم بناؤه فى القرن السادس الهجرى على يد الآمر بأحكام الله، الخليفة الفاطمى وهو الذى بنى المشاهد الفاطمية الثلاثة بشارع الخليفة قرب مسجد السيدة سكينة، على الطريق الواصل بين الفسطاط والقاهرة فى مواجهة جدار القبلة بمسجد أحمد بن طولون، كما أسس فى المكان نفسه مشهد السيدة رقية والسيدة عاتكة، وهو من القباب الضريحية التى أقامتها الدولة الفاطمية وعرفت باسم مشاهد الرؤية.
ولفت «لافى» إلى اختلاف الأنماط التى بُنيت بها المساجد التى تحمل أسماء شخصيات من آل النبى، من حيث المساحة والزخرفة، كونها جرى تشييدها فى فترات مختلفة، فمسجد الإمام الحسين مبنى على نمط أوروبى فى عصر الخديو إسماعيل، وكان هناك رواج فى تلك الفترة لهذا النمط، أما مسجد السيدة رقية فهو مبنى على الطراز الفاطمى وبجواره مسجد السيدة سكينة على الطراز الأندلسى.