العائدون من ليبيا لـ«العشري»: لما عندكم وظايف.. أُمال إحنا سافرنا ليه
«توفير فرص عمل للعائدين من ليبيا» تصريح لا يبرح لسان وزيرة القوى العاملة والهجرة، كحل سحرى لمشكلات هؤلاء الهاربين من جحيم الفقر إلى براثن البطالة، فتنتاب الحسرة قلوب أولئك العاطلين المتراصين كالبنيان على المقاهى، لا يجدون من يحنو عليهم بوظيفة فتقذفهم الأقدار المؤلمة إلى ليبيا وسواها، دون النظر إلى عاقبة ما ينتظرهم على أراضيها.
يعود حاملاً حقيبته خلف ظهره من منفذ السلوم يعبر كيلومترات الجحيم إلى أحضان الوطن الآمن، «حافظ عبدالشافى» أحد العائدين مؤخراً من مدينة مُصراتة فى رحلة غُربة لم يجن منها سوى بضعة جنيهات ضاعت بسبب أعمال العنف التى نتجت عن الثورة الليبية، بعد سنوات ذاق فيها الأمرّين للحصول على وظيفة فى بلده دون جدوى: «لمّا فيه وظايف، أُمال إحنا سافرنا ليه، اتبهدلنا واتغرّبنا ليه، هو أنا لازم أتغرّب وأتبهدل يعنى علشان أرجع ألاقى وظيفة فى بلدى»، كلمات لم تخل من الحزن عقّب بها الشاب الثلاثينى على تصريحات الوزيرة، «طب ما كان من الأول».
سافر أحمد بكر، بعد 6 سنوات فشل خلالها فى الحصول على فرصة عمل داخل مصر: «كنت عايز أسافر ليبيا لأن تكاليفها قليلة، ومن غير كفيل وكمان اتقفلت فى وشنا، بفكّر أروح الكويت، والأرزاق على الله».
يتابع «بكر» تصريح الوزيرة المتكرر، والدهشة لا تفارقه: «بتطلب من المسافرين يرجعوا وتوعدهم بوظايف، طب هيصدّقوها إزاى، والبلد مليانة باللى عايزين يهجّوا منها عشان مفيش شغل».
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى تعد فيها ناهد العشرى، وزيرة القوى العاملة، بحصر العمالة الموجودة هناك، وحصولهم على تعويضات أو وظائف بديلة، وهكذا فى دائرة مفرغة يحوم معظمهم، ويقول، هيثم سعد الدين المتحدث باسم وزارة القوى العاملة والهجرة: «61% من المهاجرين بسبب البطالة، لذا خاطبنا الشركات الخاصة والمصانع أن توفر لهم فرص عمل الفترة المقبلة».