في الذكرى الـ13 لرحيله.. قراءة في كتاب «دوائر الخوف» للراحل نصر حامد أبو زيد
المفكر نصر حامد أبو زيد
توافق اليوم الذكرى الثالثة عشر على رحيل المفكر الدكتور نصر حامد أبو زيد، المولود بطنطا في الغربية في 10 يوليو 1943، وصاحب الكتابات الفكرية التي أثرت المكتبة العربية، وأثير حولها الجدل، حتى أنّه وصل إلى تكفير صاحبها والحكم بالتفريق بينه وبين زوجته، ثم الإقامة في المنفى بعيدا عن وطنه وطلابه.
ولعل أفضل وسيلة لإحياء ذكرى المفكر الراحل نصر حامد أبو زيد، من خلال إعادة تقديم منجزه الفكري إلى القارئ، ومن هذا المنطلق ومن بينها كتاب «دوائر الخوف.. قراءة في خطاب المرأة» الذي تحدّث في مقدمته عن مدى المرارة التي استشعرها بسبب ما تعرض له من هجوم وأحكام جائرة بالتفريق بينه وبين زوجته، بعد اعتراض التيارات الأصولية على منهجه العلمي المعتمد على التفكير.
قال نصر حامد أبو زيد في مقدمة كتاب حمل عنوان «المرارة والمسؤولية»: «من الصعب على الإنسان في حالات كثيرة أن يستطيع التغلب على مرارة بعض التجارب في حياته، ويزداد الأمر صعوبة حين تكون مرارة التجربة ناتجة عن عوامل وظروف كان المفترض أن تؤدي إلى عكس ما أدت إليه بالفعل».
وتابع الراحل في كتابه: «الحديث هنا عن تجربة الكاتب الذي دفعته دفعا إلى أن يهجر وطنه وأهله، وأن يحرم من طلابه، ويقرر الحياة في المنفى، جريمة الكاتب هنا أنّه كتب كتبا وأذاعها على الناس، كتبا يهدف من ورائها إلى فتح باب النقاش والحوار حول كصير من القضايا والإشكاليات التي تهم المسلم المعاصر، لم ينكر الكاتب في أي من هذه الكتب أو المقالات شيئا مما هو ثوابت العقيدة، لكنه طرح اجتهاداته حول فهمها وتفسيرها وتأويلها منطلقا من وعي لا يمكن إنكاره بالتاريخ الاجتماعي والسياسي والفكري والثقافي للمسلمين».
ركيزيتان أساسيتان انطلق منهما نصر حامد أبو زيد
وتحدث «أبوزيد» عن منطلقاته قائلا: «ينطلق الباحث في هذه الجسارة من منطلقين أساسيين، الأول هو الإيمان العميق بصلابة الإسلام وقوته في نفوس الناس كلما تأسس على العقل وقوة الحجة، وضعفه وتهافته كلما اعتمد مجرد التسليم والإذعان. مضيفا: ولعل الإسلام هو الدين الوحيد من بين الأديان المنزلة الذي يعطي لإيمان العقل أولوية قصوى، والثاني الذي ينطلق منه الباحث هو أنّ ثوابت الإيمان الديني هي العقائد والعبادات، الإيمان بالله وملائكته ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، والإيمان لا يستبعد الفهم والشرح والتأويل».