سوريا.. ثورة تحولت إلى وكر لـ«قاطعى الرؤوس»
تحت غطاء الثورة بدأت الممارسات الإجرامية للتنظيمات المسلحة والميليشيات، فشاهد العالم فى بلاد الشام من يُخرج أحشاء البشر ليلتهمها وهو يردد «الله أكبر»، وآخرين يقطعون الرؤوس ويمارسون المذابح الجماعية، ويلهون برؤوس أعدائهم ويركلونها مثل كرة القدم.
وتحولت سوريا خلال السنوات الأخيرة إلى أحد أبرز مصادر تهديد الأمن القومى المصرى بعد أن كانت الجيش الأول الميدانى لمصر فى الخمسينات، وفقاً لما أطلقه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عليها وقت قيام الجمهورية العربية المتحدة، وهو الجيش الذى شارك مصر فى الهجوم على إسرائيل فى حرب 1973، قبل أن تنزلق فى السنوات الأخيرة إلى الفوضى والاقتتال الداخلى.
وبعد 4 سنوات تحولت الثورة السورية، التى اندلعت فى منتصف مارس 2011، إلى أزمة كبرى فشل المجتمع الدولى فى حلها، وتحولت إلى حرب أهلية طائفية سمحت للقوى الإقليمية والدولية باستغلالها لتحقيق مصالحها، ودعم الميليشيات المسلحة بمختلف انتماءاتها، وخرجت مناطق واسعة من الأراضى السورية من سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، ما سمح للتنظيمات الإرهابية بإعلان قيام «داعش» أو «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، التى أصبحت فيما بعد مرجعية داعمة للتنظيمات الإرهابية فى سيناء وغيرها من النقاط المؤثرة على الأمن القومى المصرى، بل وفقدت مصر نسبياً أحد صمامات أمان الأمن القومى العربى.
واعتبر عدد من الدبلوماسيين أن تدهور الأزمة السورية وإطالة أمدها أدى إلى تهديدات خطيرة على الأمن القومى المصرى والعربى.
وقال السفير وهيب المنياوى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن عدم استقرار أى دولة عربية يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الأمن القومى المصرى، وتابع: «فما بالنا عندما تتعرض دولة بأهمية سوريا فى المنظومة العربية إلى ما تعرضت له من تهديدات ومؤامرات تستهدف وحدة أراضيها وشعبها»، وشدد على أن مكافحة التنظيمات الإرهابية تقتضى وجود استراتيجية متكاملة لدحرها فى كل المناطق، وليس فقط تركيز التحالف الدولى على سوريا والعراق، والتعامل بازدواجية فى المعايير مع العنف والإرهاب الذى تمارسه تنظيمات أخرى تنبع من نفس الفكر المتطرف الذى ثبت فشله فى مصر وغيرها من الدول العربية.