أسقف المنيا: شهداء "مذبحة ليبيا" دفعوا حياتهم ثمنا لإيمانهم
قال أسقف المنيا الأنبا مكاريوس، إن ذبح 21 قبطيًا في ليبيا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، بمثابة وثيقة وصورة حية للاستشهاد، واصفًا الفيديو الذي بُثّ أمس بـ"الصادم والمرعب".
وأضاف في بيان، اليوم، "أن هؤلاء، شهداء من أجل الإيمان، لأنهم اُختطِفوا ثم قُتلوا فقط لكونهم مسيحيين، ولو كانوا خضعوا للضغط والتهديد وأشهروا إسلامهم لما قتلوهم".
وتابع: "أنهم دفعوا حياتهم ثمنًا لإيمانهم، ومن ثَمّ فإنه يليق بنا أن نفخر بهم ونطوّبهم لأنهم صاروا في عداد الشهداء".
واعتبر أن "ما يؤكد كونهم شهداء أنهم لم يُقتَلوا بمجرد اختطافهم، وإنما كان لدى الذين اختطفوهم متسع من الوقت ليساوموهم على إيمانهم، وبالتالي كانت هناك فرصة سانحة لهؤلاء الشباب للتخلّي عن إيمانهم ومبادئهم، مقابل استبقائهم أحياء"، موضحًا أنه من المُلفِت ومما يبعث على الفخر والانحناء أمامهم، أن واحدًا منهم لم يجبُن وينكر إيمانه، وذلك أمام أبشع أنواع اللعب بالأعصاب ثم التهديد بالقتل البربري البشع.
واستطرد أن "الفيديو أظهر كيف كانوا رجالًا متماسكين إلى اللحظة الأخيرة، حيث ارتفعت أصواتهم بالتضرع إلى الله عند الشروع في قتلهم (يا ربي يسوع). وأضاف: "إننا نشرف بهم، وهكذا كان جميع الشهداء في كل واقعة استشهاد، والفرق فقط أنه توافر لنا هذه المرة فيديو يصور استشهادهم. وبقدر ما كان المشهد مؤلمًا، وبقدر ما أصاب الذين شاهدوه بالصدمة".
واختتم البيان قائلًا "إلا أنه يُعَد أغلى وثيقة تؤيد بالصوت والصورة استشهادهم وتمسكهم بإيمانهم إلى النفس الأخير، إننا نستقي سير الشهداء من المخطوطات والكتب، وروايات شهود العيان -في الآونة الأخيرة- عن الشهداء، وبعض الصور والأيقونات كنوع من التوثيق، لكن هذا الفيلم هو توثيق حيّ لشباب احتفظ بإيمانه الغالي حتى آخر لحظة، ومناداتهم يسوع المسيح قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة".
وتوجه بتقديم العزاء، لأسر الشهداء، قائلاً: أنهم عما قليل سيدركون أنه مهما علا أولادهم وارتفعوا وكسبوا وتزوجوا وأنجبوا واشتهروا، فإن كل ذلك لا يساوي ما تحقق لهم باستشهادهم، من مجد وخلود وذكرى طيبة وسيرة مشرفة، فهم نموذج نادر في الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير.
وقال مكاريوس، نعزّي مصر، وجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، متقدما بالشكرللرئيس السيسي، واصفه بالإنسان الذي أعلن اليوم الحداد
7أيام على شهداء مصر.
وتابع، إن استشهاد هؤلاء سوف يأتي بنفوس كثيرة للمسيح، فإن دماء الشهداء بذار الايمان، وكل شهيد يسقط ينعش الكنيسة، ويقوّي إيمان الباقين ولا سيما الضعفاء، وسيظل مشهد هؤلاء الشهداء مصدر تعزية وتشجيع للجميع.
وطالب الانبا مكاريوس اسقف المنيا، في نهاية بيانه،بالصلاة من أجل الذين قتلوهم حتى يفتح الله عيونهم، ويقلعوا عن شرورهم، ويضع الرحمة في قلوبهم. والصلاة من أجل ليبيا الشقيقة، ومن أجل إخوتنا المصريين الموجودين حتى يعودوا سالمين.