بروفايل| السيد البدوى البحث عن مخرج
جلس على كرسى مكتبه الأنيق داخل مبنى حزب «الوفد»، يفكر فى مخرج للأزمة التى لحقت به، قبل أيام قليلة من إغلاق باب الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، يبحث عن قرار عاجل فى ظل الأزمة التى يواجهها حالياً، أصبح لزاماً عليه وضع حل سريع، حتى يتمكن حزب الوفد من خوض الانتخابات المقبلة، فيما تنقسم الهيئة العليا للحزب إلى فِرق، منهم من يرى انسحاب الحزب من انتخابات القوائم والفردى، ومنهم من يرى أن الحزب يجب عليه خوض الانتخابات، فيما يرى طرف ثالث أن محاولات البدوى باءت بالفشل فى إعداد قائمة انتخابية قوية، أو حتى الانضمام لتلك التى أعلن عنها قبل أيام «فى حب مصر»، وأصبح عليه أن يحدد مصير حزبه وموقفه من الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل إغلاق باب التسجيل الثلاثاء المقبل.
حشد السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، كل ما لديه من إمكانيات للخروج من الأزمة، فما هى إلا ساعات معدودات حتى يغلق باب الترشح للانتخابات البرلمانية رسمياً، وبالرغم من ذلك لم ينتهى تحالف «الوفد المصرى» الذى يقوده الدكتور السيد البدوى، من إعداد قوائمه الانتخابية التى بدأ فى تشكيلها منذ 6 أشهر، أو ما يزيد، قبل أن يطيح اللواء سامح سيف اليزل بآخر أمل له فى دخول البرلمان من بوابة القوائم، يبلغه بتخصيص عدد قليل من المقاعد لأحزاب «الوفد المصرى» قاطبة ضمن تحالفه.
«قوائم فى حب مصر»، تم اختيار أعضائها بمعرفة بعض الأجهزة السيادية، هكذا قرر «البدوى» صياغة بيان يشرح فيه ملابسات المفاوضات التى بدأها قبل أيام ممثلاً لتحالف «الوفد المصرى» مع «سيف اليزل»، لكن سرعان ما تصاعدت الأحداث داخل «بيت الأمة»، حيث أصدر عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب بياناً حمّلوا خلاله «البدوى» مسئولية الفشل فى إعداد القوائم.
تهديدات «البدوى» بمقاطعة الانتخابات لم تكن الأولى من نوعها، حيث شكل «التحالف الديمقراطى من أجل مصر» فى يونيو 2011 بالاشتراك مع حزب «الحرية والعدالة»، وهدد بمقاطعة الانتخابات لرفضه القانون المنظم للعملية الانتخابية والصادر فى سبتمبر 2011، قبل أن يقرر الانسحاب من التحالف، وخوض الانتخابات بقائمة منفردة إثر خلاف نشب بينه وبين قيادات الإخوان على نسبة مرشحى الوفد فى القوائم، وهى تشابه الأسباب نفسها الحالية لقرار انسحابه.
الحزب الليبرالى الأعرق فى مصر، الذى سيطر على الأغلبية البرلمانية لعقود من الزمان لم يحصد سوى 39 مقعداً فقط خلال برلمان 2011، يرجع البعض أسباب الفشل لقيادات «الوفد»، خاصة فى ظل التصريحات المتناقضة؛ فتارة يؤكد الحزب أن مصر عاشت كافة مظاهر الديمقراطية فى عهد مبارك عدا «تداول السلطة»، وتارة أخرى يحمّل مسئولية فشل الأحزاب لسياسات الرئيس المخلوع.