الفلسطينيون أنشأوا ناديا في تشيلي 1920.. فأصبح خصما قويا للوبي اليهودي
عندما تختلط السياسة بالرياضة، وتنقل كرة القدم هموم وطن عبر آلاف الأميال، يصبح «اللاعب» رسولاً يحمل قضية بلده على قميصه، ويصبح «الجون» ممثلاً لنجاح أمة وليس مجرد نادٍ. فى تشيلى بأمريكا الجنوبية يلعب نادى «فلسطين» دوراً كبيراً فى لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية. منذ إنشائه عام 1920 على يد الجالية الفلسطينية وهو محط أنظار الجميع بسبب ما حققه من نجاح، تمثل فى حصوله على الدورى مرتين وعلى الكأس مرتين، بخلاف حصوله على المركز الثانى أربع مرات.
550 ألف نسمة، هو تعداد الجالية الفلسطينية فى تشيلى -أكبر جالية للفلسطينيين فى العالم- جميعهم من مشجعى نادى «فلسطين» أو «بالاستينو» بلغة أهل البلد. يعانى النادى من تربص الجالية اليهودية فى كل أنحاء أمريكا الجنوبية، وهو خصم قوى لـ«اللوبى» اليهودى هناك، حتى أنه غيّر أرقام قمصان الفريق. رقم «1» استبدل به خريطة فلسطين، ما دفع الجالية اليهودية فى أكثر من دولة فى أمريكا اللاتينية إلى تقديم احتجاج رسمى ضد النادى بدعوى إنكاره وجود الدولة اليهودية.
يقع النادى فى قلب العاصمة التشيلية سنتياجو، أنشأه مجموعة من المهاجرين الفلسطينيين، كان مجرد ناد اجتماعى ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية ودخول اليهود إلى فلسطين، بدأ نشاطه يزداد. دخل منافسات الدرجة الثانية بعد 30 عاماً من إنشائه. ألوان قميص النادى: «أخضر، أحمر، وأبيض» وهى ألوان علم فلسطين.
ينال النادى اهتماماً كبيراً من السلطة الفلسطينية، أرسل له الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن برقية تهنئة بعد تأهله للأدوار التمهيدية لكأس ليبرتادورس، أو بطولة دورى أبطال أمريكا الجنوبية، وكتب «أبومازن» للفريق فى برقيته: «باسم الشعب الفلسطينى بكافة أنحاء الأرض، أهنئ النادى على هذه السعادة التى بثوها بداخلنا، فهو المنتخب الوطنى الثانى للشعب الفلسطينى».
يمتلك النادى «الفلسطينى - التشيلى» علاقة وثيقة مع المنتخب الفلسطينى، استعان المنتخب الفلسطينى بعدد من لاعبيه فى عدة مباريات، منهم «روبرتو بشارة»، «أليكسيس نورامبوينا»، «روبرتو كاتلون»، «إدجاردو عبدالله» و«ليوناردو زامورا».
الأرجنتينى «بابلو جويدى»، هو مدرب الفريق حالياً، يتولى مهمة الفريق منذ عام 2014، نجح فى قيادته للدور النهائى لتصفيات كوبا ليبرتادورس لأول مرة منذ عام 1979، فيما يحتل الفريق المركز الثامن فى ترتيب دورى تشيلى لكرة القدم، كما تأهل أيضاً لنهائى كأس تشيلى بعد غياب طويل، حيث سيلاقى نظيره «يونيفيرسيداد كونسيسبيون» فى 11 مارس المقبل على ملعب «بسينتيناريو».