«الفريق البحثى»: تجارب علاج السرطان بـ«الذهب» تمر بثلاث مراحل
قال الدكتور مصطفى السيد، الرئيس الشرفى للفريق البحثى العامل فى مشروع «علاج السرطان بالذهب»: إن نتائج التجارب أظهرت أن العلاج بجزيئات الذهب النانومترية وأشعة الليزر ليس له أى تأثير ضار يمكن قياسه تحت العلاج على صحة حيوانات التجارب، وإنه سيتم عرض نتائج المرحلة الثانية من العلاج فى مؤتمر علمى عالمى سيُعقد فى جمهورية التشيك خلال يوليو المقبل.
وأضاف «السيد»، خلال مؤتمر صحفى عُقد أمس بمقر «المركز القومى للبحوث»، أن نتائج التجارب التى أجريت على الحيوانات حققت نجاحاً بنسبة ٥٠٪ على الكلاب والقطط، عبر هذه الطريقة العلاجية الجديدة التى لا تتكلف سوى بضع مئات من الجنيهات، مشيراً إلى أن الحالات المتبقية كانت مستقرة دون تغيير فى حجم الورم، فضلاً عن السيطرة على نشاط الخلايا السرطانية وتحقيق شفاء جزئى من المرض.
وأكد «السيد»، أنه لأول مرة على مستوى العالم تجرى التجارب بتقنية علاج السرطان بخلايا الذهب على الحيوانات المصابة طبيعياً بالسرطان، فى حين أن الدراسات السابقة كانت تعتمد على استخدام مزارع الخلايا أو إحداث المرض صناعياً عن طريق حقن خلايا سرطانية فى حيوانات التجارب الصغيرة مثل الفئران.
وتابع الرئيس الشرفى للفريق البحثى: «فكرة العلاج تعتمد على أن جزيئات الذهب المغلفة لها خاصية فريدة فى التفريق بين الخلايا السليمة والسرطانية، ومن خواص هذه المواد أنها تدخل إلى الخلايا السرطانية دون غيرها، وعند تعريض الجزء المصاب بالسرطان من الجسم لأشعة الليزر، فإن جزيئات الذهب النانومترية تمتص طاقة الليزر، ثم تنبعث منها حرارة تؤثر بصورة مباشرة على الخلايا المريضة، مما يؤدى إلى موتها فى فترة زمنية قصيرة دون التأثير على الخلايا السليمة، لما لها من قابلية عالية على الدخول الانتقائى من جدار الورم السرطانى ومن الأوعية الدموية المغذية له وربطها بأجسام مضادة موجّهة إلى الخلايا السرطانية فقط.
ونوّه «السيد»، إلى أن جزيئات الذهب النانومترية تحتوى على مزايا كبيرة تساعد فى تشخيص وعلاج مرض السرطان بجانب سهولة تحضيرها وكفاءة ربطها بجزيئات بروتينية وأجسام مضادة موجهة إلى الخلايا السرطانية، فضلاً عن قدرتها على الاختراق وامتصاص الضوء وتوليد الحرارة عند تعرّضها لضوء الليزر، ومن الممكن لبضعة أجزاء صغيرة من جزيئات الذهب محددة الحجم وموحدة الشكل فى وجود ضوء ضعيف من الليزر، أن تقتل الخلايا الخبيثة فى وقت قصير جداً وبكفاءة تامة».
من جانبه، قال الدكتور حسين خالد، رئيس المعهد القومى للأورام الأسبق، خلال المؤتمر: إن الفريق البحثى يعمل حالياً على إعداد بروتوكول المرحلة الأولى من تجارب العلاج على مرضى السرطان بعد الحصول على موافقة وزارة الصحة، مشيراً إلى أن التجارب السريرية على المرضى ستمر بثلاث مراحل، وستجرى التجارب فى مستشفى وادى النيل ومعهد الأورام، عقب الحصول على الموافقات بإجراء التجارب على البشر.
جدير بالذكر أن عدد المصابين بمرض السرطان فى مصر، يصل وفقاً إلى إحصاءات عام ٢٠١٤ إلى ١١٥ لكل ١٠٠ ألف فرد، كما أن نسبة الإصابة بمرض سرطان الكبد تصل بين الرجال إلى ٣٩٪، فضلاً عن ٣٥٪ نسبة إصابة السيدات بسرطان الثدى، حيث إن العلاج يهدف إلى إيجاد طريقة سهلة للكشف المبكر عن السرطان وعلاجه بطريقة مبسّطة.