مرسى إذا تكلم.. خطبة فـ«وعد» فـ«قفشة كوميدية»
البداية كانت فى ميدان التحرير، فى أول ظهور له أمام الشعب بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة، بجدية كاملة قال الرئيس محمد مرسى: «الستينات.. وما أدراك ما الستينات؟!»، الجملة ذاتها قالها فى زيارته محافظة مرسى مطروح، لكن على سبيل المزاح ومداعبة أبناء المحافظة الغاضبين: «الضبعة.. وما أدراكم ما الضبعة؟!» بمناسبة حديثه عن مشروع محطة الضبعة النووية، محتويا موقف الأهالى الرافض لها.
«وعد وقفشة كوميدية وخطبة».. محصلة مراسم لقاءات مرسى بأبناء وطنه فى الداخل والخارج، الرئيس أمام أهالى مطروح ألقى خطبة طويلة، التزم فيها بحل مشكلات المحافظة والاستماع إليها، مواجها هتاف المتظاهرين: «صوتكم مسموع والرسالة وصلتنى بقوة»، الثلاثية نفسها اتسمت بها مقابلته لأبناء محافظة الفيوم التى زارها فى 27 يوليو الماضى.. لم يسقط من جدول زيارة مرسى إلقاء كلمة لأبناء المحافظة ومداعبتهم بقول يثلج الصدور، ومع انطلاق حملة «وطن نظيف».. كان وعد الرئيس لأبناء الفيوم بتنظيف البلد ونظر مشكلات انقطاع الكهرباء والمياه عن قرية «عزبة رحيم» التى استوقفت موكبه.
على النطاق الخارجى.. لم يغير مرسى طقوس لقائه بإخوانه المصريين فى الخارج، فى رحلته إلى إيطاليا تفوه الرئيس فى كلمته للجالية المصرية بمزحة عن أسعار «المانجو» فى عهده، ولم يبرح المسجد الكبير بروما عقب صلاة الجمعة فى 14 سبتمبر حتى ألقى خطبته فى المصلين ورموز الجالية هناك.. العدالة الاجتماعية وتداول السلطة هما أهم المحاور التى حملها مرسى أمام المصريين فى روما.
إلقاء الكلمة وتوزيع الوعود والمداعبة يرجعها علم الاجتماع السياسى إلى افتقاد الخبرة السياسية والدبلوماسية، الدكتور أحمد يحيى -أستاذ الاجتماع السياسى بجامعة قناة السويس- يقول: «مرسى غير قادر على تقديم نفسه بصورة قيادية فيستخدم أساليب دعوية وكلمات تعلمها للتأثير على مشاعر الناس وجذبهم»، «يحيى» يقيم أداء الرئيس بالجيد فى الخطابة فقط: «جيد فى الخطابة وضعيف فى السياسة.. يجب ألا يتكلم بعفوية؛ لأنه مسئول عن كل كلمة يقولها، وهو ليس عبدالناصر ولن يكون».