م الآخر| انتفاضة الفرعون المصري والقطب الروسي
لاشك أن لقاء الرئيسين المصري والروسي يمثل أهمية من نوع خاص تحكمها الظروف الدولية التي تحيط بكلا الطرفين وتربط بينهما حضارة البلدين وصفات ومميزات كلاهما ، وأهمها الذكاء الحاد والخلفيه العسكرية والامنية التي اتاحت لكلاهما معلومات لا تتوفر لغيرهم وحب كلاهما واهتمامه بقضايا بلاده وتنميتها وتطويرها ، ولا ننسي أن روسيا بعد حل الاتحاد السوفيتي مرت بمرحلة عصيبة كتلك التي تمر بها مصر الآن وتجاوزت روسيا هذه المرحلة وعادت لتكون قوه عظمى مرة أخرى ، وهذا ما ينتظر أن تجتازه مصر بعد ثورتين أذهلتا العالم من اقصاه الي اقصاه ، وقد دفعت مصر فاتوره التصدي والوقوف امام مخطط دولي اراد للمنطقة العربية أن تنقسم الي دويلات متناحرة تأكل بعضها البعض ، وتحقق للمخطط الرهيب ما يطمح اليه بدون تكاليف المعارك او خسارة في ارواح النبلاء من الغرب المتعجرف على خلق الله .
نعم سوف يجتمع القطبان لتحقيق مصالح البلدين باسلوب يتسم بالندية و الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والوقوف امام القوى الدولية التي ارادت لكلا البلدين أن يظلا تحت هيمنة القطب الواحد .
الآن آن الأوان لتحالف مبني علي الثقة والمعلومات المتكاملة والمتبادلة والمشاريع المشتركة و التحالف السياسي والامني والاقتصادي بين قوة عظمى دوليا وقوة اقليمية مؤثرة عربيا وافريقيا واسلاميا .
منذ ما يقرب من عام تم تأسيس جمعية الصداقة المصرية الروسية بالاسكندرية و قمنا برحلة من الدبلوماسية الشعبية كان هدفها هو التعاون الاقتصادي المشترك القائم علي تحقيق مصالح الدولتين من خلال شركات عملاقة يؤسسها رجال اعمال من البلدين تحت مظلة حكومية لتحقيق هدف اكبر هو نقل التكنولوجيا الروسية الي الاراضي المصرية برأس مال مشترك ؛ ولا مانع من دخول رؤوس اموال عربية بتلك الشركات، وتطوير تصدير روسي لمصر وآخر من مصر لروسيا ، لتحقيق التكامل الاقتصادي واقامة مشروعات عملاقة للطاقة وتدوير القمامة وإنتاج الطاقة منها ، ومشروعات اخري للطاقة الشمسية ، وتحلية مياة البحر ،ومترو الانفاق، واعادة تخطيط مدن بأكملها وزيادة لعدد السياح الروس بمصر ، وفتح مجال السياحة للساحل الشمالي والاسكندرية و تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين محافظ الاسكندرية ومحافظ مدينة سان بيطر بيرج الروسية ، قمنا بهذا العمل وسنستمر في دعم هذه العلاقات الاستراتيجية الهامة لمؤازرة الجهود الحكومية الهادفة لنفس الغرض ، هذا بالاضافة الي علاقات استراتيجية هامة في المجال السياسي والعسكري والمعلوماتي ومكافحة الارهاب لذا فإن لقاء القطبين وانتفاضة كلاهما ضد الهيمنة الغربية والامريكية للحفاظ علي مصالح كلا البلدين بلا عداء لاحد او ضد احد ولكن هي الارادة الحرة لكلا البلدين لتحقيق اهداف مشتركة واعادة دور روسيا دوليا والدور المصري الدولي والاقليمي ؛ العربي والافريقي ، وهذا هو ما يهدف اليه الرئيس وهو اعادة الدور المصري لعهده ، وزيادة هذا الدور لمستوى يليق بإسم مصر ومكانتها الدولية ولتعيد الاطراف الاخري النظر في سياستها ، او محاولتها للهيمنة علي اقدار العالم بشكل استعماري جديد.
ونحن نتوقع أن يسفر هذا اللقاء عن العديد من الاتفاقيات المشتركة اهمها مكافحة الارهاب والتفاهم الدائم والمستمر بين قيادتي وقطبي البلدين لمستقبل افضل لشعوب تستحق بحضارتها هذه المكانة اللائقة .
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.