رغم فقدانها البصر.. منة أول مكفوفة تمارس لعبة القوس والسهم وتحترف التصوير
لاعبة قوس وسهم ومصورة فوتوغرافية من المكفوفين
شاء لها القدر أن يضعف بصرها تدريجيا وهي في عمر الـ13 عاما حتى فقدته تماما قبل 4 سنوات مضت، لكن الله منحها صبر وإرادة وعزيمة جعلتها تمحي كلمة مستحيل من قاموس حياتها، فاستطاعت أن تكن الوحيدة من المكفوفين في مصر والوطن العربي بطلة في القوس والسهم، واحترفت التصوير الفوتوجرافي للمكفوفين، واكتشفت قدرتها على الفروسية وركوب الخيل، فكان عوض الله عليها جميل، إذ منحها نعم كثيرة مقابل فقد البصر، كما اكتشفت في ذاتها إنسان قوي لا تقهره الظروف.
منة عصام حاصلة على ليسانس آداب إعلام جامعة عين شمس، قالت خلال حديثها لـ«الوطن» إنها أنهت كل مراحل التعليم وهي مبصرة، وبدأت تعانى من ضعف البصر تدريجيا منذ أن كانت في المرحلة التعليمية الإعدادية، مرجعة السبب إلى أن والديها أقارب والجينات الوراثية تؤكد إصابتها بالتهاب شبكي تلوني وراثي، معلقة: «بدأت أفقد البصر بالتدريج وطبيب قالي مش هتشوفي بالليل وقتها انهارت، لكن كانت المفاجأة اني فقدت البصر تماما بعد مرحلة الجامعة».
الأسرة الداعم الأكبر
وأضافت: «الحمد لله أنهيت دراستي وأنا مبصرة، وكانت أسرتي على علم بضعف بصري لكنهم أخفوا عني إلى أن فقدته تماما، لافتة إلى انهيارها بادئ الأمر إلا أنها تأقلمت بعد محاولات كثيرة بفضل أسرتها الداعمة لها، أهلي أبويا وأمي دعموني وربنا كرمني بيهم وفضلوا معاياخطوة خطوة، لكن جاءت الصدمة بوقاة أمي ثم لحقها والدي، وظل أخوتي داعمين بل اخذوا أدوار والديّا قدر استطاعتهم وأصبحوا هما عيوني اللي بشوف بيها وبرجع لهم في كثير من قرارتي ونتشاور».
أعمال مارستها بطلة الفروسية
أعمال متعددة مارستها الفتاة قبل فقد بصرها منها مشرفة بحضانة، مشيرة إلى أنها اكتسبت صفات وتعلمت مهارات لم تقبل عليها قبل فقد الرؤية، وازدادت إصرارا وتحديا، موضحة: «أصبحت أقوى من ذي قبل حتى غدوت لم أعرف كلمة مستحيل، طالما حطيت في دماغي حاجة هوصل لها بكل عند وإصرار وربنا مقويني».
وبمساعدة أشقائها قررت أن تمارس الرياضات الأقرب لقدرتها ورغباتها، إذ تمرنت على الفروسية ودهمها مدربها كثيرا ووجدت فيها سعادة لا تضاهيها سعادة من أي عمل آخر بالنسبة لها، كما اقتحمت عالم التصوير الفوتوغرافي، قائلة: «وأنا مبصرة مكنتش بعرف أصور، لكن بعد فقد البصر احترفت التصوير وخدت كورسات وورش وصورت إيفنتات، وأشهر شخصيات صورتها وزيرة التضامن الاجتماعي، ومي نور الشريف وسفيرة سلطنة تمان بمصر».
مواهب متعددة
هوايات كثيرة اكتشفتها الفتاة داخلها، إذ اكتشفت حبها للتمثيل وكان لها تجربة في فيلم قصيرعرض في الأوبرا، وفي التعليق الصوتي، كما تمرنت واحترفت طريقة برايل للكتابة والقراءة وتمرست البرامج الخاصة بالآندرويد والبرامج الناطقة للتعامل مع التكنولوجيا الرقمية ليجنبها الاعتماد على الآخرين.
أما عن ممارسة منة عصام الدين للعبة القوس والسهم وحصولها على 12 ميدالية، قالت إنها اقتحمت اللعبة التي يمارسها المبصرين أو ذوي الإعاقات الحركية إلا أنها الوحيدة من المكفوفين التي لعبت اللعبة في مصر، لافتة إلى أن شقيقتها اقترحت عليها التجربة وكانت وقتئذ تمارس الفروسية في ذات النادي، معلقة: «الحمد لله استجابتي كانت سريعة واتعلمت بسرعة واحترفت اللعبة في 6 شهور وتم تسجيلي في اتحاد اللعبة كأول مكفوفة تمارس القوس والسهم».
وتضيف منة أنها شاركت في 12 بطولة منها الودية والأخرى بطولات جمهورية وحققت مركز أول وحصدت ميداليات ذهبية، وحلمها أن تشارك في بطولات دولية لأن طموحها كبيروتستطيع أن تحصد مراكز أولى في البطولات الدولية باسم مصر، معلقة: «ما فيش لاعبة مكفوفة ولا لاعب في مصر لعبوا القوس والسهم ومن بعدي لقيت في إقبال من عدد قليل وأتمنى المكفوفين اللي عنده رغبة يشارك ونطلع في بطولات جماعية، ونكون سفراء مصر في الخارج بلعبة القوس والسهم».