تزامنا مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.. كائنات برية وبحرية أدى انقراضها لأخطار جسيمة
اليوم العالمي للتنوع البيولوجي
يعتقد البعض أن قضية التنوع البيولوجي خاصة بالنخبة والخبراء، غير أنها تمس حياة المواطنين اليومية، بحسب ما أكده الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين عام خبراء الاتحاد العرب، في حديثه لـ«الوطن»، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي.
وأشار إلى أن أحد أهم بنود مؤتمر المناخ Cop27 الذي عقد بشرم الشيخ، كان الحفاظ على التنوع البيولوجي، الذي يقصد به جميع الكائنات الحية التي تعيش على الأوساط الثلاثة المسؤولة عن التنوع البيولوجي، الهواء والمياه والتربة النقية.
3 اتفاقيات مهمة
وأضاف «علام»، أن 3 اتفاقيات مهمة وقعت عليها الدول للحفاظ على ما تبقى من الموارد الطبيعية، تؤثر وتتأثر بالبيئة الأولى، هي اتفاقية حماية التنوع البيولوجي، وتعد أقدم اتفاقية بين الاتفاقيات الثلاث، ثم الاتفاقية الخاصة بمكافحة التصحر، ثم الاتفاقية الخاصة بالمناخ.
وأكد أن التنوع البيولوجي سر الحياة، ولا يمكن أن يحيا الإنسان بدونه، فهناك اعتقاد خاطئ لدى البعض، بأن الإنسان مع توافر الأرض، يمكن أن يعيش على غير الحقيقة، إذ أنه بداية من الميكروب الذي يسبب عقدة النيتروجين في الأرض، ما ينتج النشا على سبيل المثال، فالإنسان لا يمكنه العيش دون أصغر كائن، وهي البكتريا الغذائية المفيدة بالتربة، وحتى أكبر الكائنات كالفيل والجمل.
تلوث المياه والهواء ينتج عنه الأمراض
وأشار مستشار برنامج المناخ العالمي، إلى أن هناك موارد طبيعية تنقرض، وموارد طبيعية أخرى يمكن إعادة زراعتها مرة أخرى كالأشجار، أما عندما تختفي أنواع من الطيور والكائنات، كالترسة والسلحفاة البحرية والحدأة، ويملء الغراب سماوات المدن، يظهر جليًا مشكلة التنوع البيولوجي، كاشفًا عن أن تلوث المياه أو الهواء، ينتج عنها ظهور الأمراض، كما أن الارتفاع المفاجئ بالحرارة، كما هو الحال هذه الأيام، نتيجة التغيرات المناخية، يؤدي إلى ظهور كائنات واختفاء أخرى.
عقارب ناتجة عن سيول أسوان
تابع: أن السيول المفاجئة التي سقطت بكميات كبيرة بأسوان، نتج عنها ظهور آلاف العقارب من بين الرمال، وهي ظاهرة بيولوجية جديدة من نوعها بمصر، وكميات كبيرة أيضًا من السيول، غطت الطرق بالبحر الأحمر بجنوب سيناء قبل إنشاء الطريق الجديد، مشيدًا بجهود وزارة الري مع وزارة النقل، في وضع خريطة جديدة بعيدة عن مسارات السيل لتجنب غرق الطرق، إضافة للطرق المتبعة في الانشاءات الحديثة للطرق التي تتضمن فتحات سفلية تضمن عدم تخزين المياه بالطرق.
غربان بالعمارت السكنية
وأوضح «علام»، أن الحفاظ على الطيور والحيوانات ينتج عنه توازن بيئي مطلوب لسلام حياة الانسان، فتناقص الحدايات على سبيل المثال أدى لكثرة تواجد الغربان بواجهات العمارات أمام حديقة الحيوان، كما أن تناقص أعداد الترسة والسلاحف البحرية نتج عنها زيادة قناديل البحر التي تقوم بمضايقة المصييفين على شاطئ البحر.
صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية
ويوافق 22 مايو من كل عام، اليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي أقرته الأمم المتحدة، ويتم الاحتفال به كل عام غير أن الاحتفال هذا العام، يعد مميز لسببين: أولًا الذكرى الـ30 لإعلان اتفاقية التنوع البيولوجي في ريو دي جانيرو في عام 1992، والثاني أنه جاء بعد الاتفاق التاريخي بتوجيه العمل العالمي للحفاظ على الطبيعة، حتى عام 2030، بحسب ما ذكرت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية.
وعي بالتنوع البيولوجي
فلا يزال التنوع البيولوجي ينذر بخطر بحسب ما أكدت الصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أنه من الناحية الايجابية فهناك نمو كبير في الوعي بالمشكلة والقضايا المرتبطة بها، لذا من الضروري أن ينتبه السياسيين الى اتخاذ الاجراءات العاجلة لمعالجة فقدان التنوع البيولوجي، لافتة إلى أهمية مخرجات مؤتمر التنوع البيولوجي Cop15، برئاسة الصين واستضافة كندا 19 ديسمبر الماضي، كونه وضع أهداف طموحة تصل لـ23 هدف يستهدف تحقيقهم بحلول عام 2030، من أبرزها الحفاظ على 30% من الاراضي والبحار واستعادة النظم الإيكولوجية المتدهورة بنسبة 30%.