"نعم مي تستطيع".. قصة تحول بائعة كتب علمية لـ"متجولة" في معرض الكتاب
على بعد أمتار من جناح المملكة العربية السعودية الراقى داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب، حجزت خيمة "صالة 4" لبيع الكُتب العلمية مكانا مهمشاً، لا تدب بداخله سوى قدم مي، الموظفة بدار النشر الحديث، التي تحولت منذ يومها الأول في معرض الكتاب إلى "موظفة استعلامات" تارة، و"عاملة نظافة" تارة أخرى، بسبب حالة الفوضى التي تميزت بها الدورة 46 لمعرض الكتاب هذا العام.
خارج الخيمة البائسة، حملت مي محمد توفيق، 28 عاماً، في رأسها أفكار ومعتقدات كتاب "نعم نعم.. السيدات يستطعن"، وبين يديها مجموعة من نسخ الكتاب الذي يشارك للمرة الأولى بمعرض الكتاب للكاتبة عائشة الدسوقي، اعتراضاً على سوء تنظيم معرض الكتاب، وتطبيقاً للرسالة التي تناولتها الكاتبة حول استطاعة المرأة الخروج من الحالة السلبية التي ينقلها لها الزوج أو أي فرد من أفراد أسرتها بوجه خاص، أو المجتمع بوجه عام، نحو الإيجابية من خلال 10 جلسات يضمها الكتاب الذي لم يتجاوز سعره الـ15 جنيهاً، "لحد إمتى هفضل أنضف الصالة اللي العمال بيرفضوا يكنسوها، وبيكتفوا بإنهم يشيلوا من فوق الوش، ولا أي زائر يسألني عن أي جناح تاني غير المكان اللي إحنا فيه، أغلب الناس جايين يتفسحوا، والكتب العلمية في نظرهم هي لفئة معينة من الناس".
مي أكدت أن قراءتها للكتاب كان دافعا لخروجها من حالة الزوجة الروتينية إلى أخرى أكثر تفاعلاً وإيجابية، وكانت الخطوة الأولى مساعدة بني جنسها داخل المعرض بقراءة بعض سطور من الكتاب الذي تناول لغة علمية مبسطة حتى تستوعبه أي سيدة، بخلاف الانطباع الذي حفر في أذهان زوار معرض الكتاب حول الكتب العلمية بشكل عام، "اللغة سهلة وسلسة، وأي حد ممكن يقرأها، دا غير إن فئة الكُتب العلمية بتخاطب أمهات وآباء المستقبل إزاي يهتموا بابنائهم.. مش بس كلام في الطب، ومصطلحات مكلكعة.. ورسالة الكتاب إن جوا كل ست مننا أنثى تستطيع تغيير حياتها من اللون الأسود القاتم لأغنية سعاد حسني الحياة بقى لونها بمبي"، وفق قولها.