في عزبة عاشور العيش المدعم بتاكله الطيور والمواشي.. ولا عزاء للجائعين
أخذ على عاتقه الخروج من منزله ساعتين مبكرا عن موعده للوقوف في طابور طويل انتظارا للخبز، عقارب الساعة تمضي والزحام يزداد في محيط المخبز المدعم الوحيد بعزبة "عاشور" بمحافظة البحيرة، الأمر الذي دأبه أحمد سعد في ظل أزمة تأتيهم سنويا مع قدوم الشتاء، لكن الجديد هذه المرة أجوله الدقيق المدعم التي تخرج من المخبز أمام أعينهم في غياب رقابة التموين، لتذهب لبائعي العلف والطيور، ويعض المواطن على أنامله من الجوع.
الشاب العشريني فاض به الكيل من أزمة الخبز التي لا تنتهي، "قدمنا شكاوي كتير من الوحدة المحلية لمديرية التموين، ومفيش حلول ملموسة"، أهالي العزبة تظاهروا مرارا وتكرارا طلبا للخبز، ويضيف "أكتر من 3 آلاف قرية بيموتوا من الجوع لأن الدقيق المدعم التابع للفرن الوحيد يذهب لغير مستحقيه"، أحمد كغيره من أهالي القرية يتابع أحوال أصحاب المخبز الحكومي، "بيخرج بعضهم خلسة بأكياس الدقيق والعيش النئ والخبز للإتجار به".
بأسعار مضاعفة يوزع تجار السوق السوداء بضاعتهم على محال الأعلاف والطيور ليتغذى عليه الطيور والمواشي، أما الفائض الرديء منه فيتم بيعه بالجرامات للمواطنين، بحسب أحمد، مضيفا "العيش اللي بياكله الطيور والمواشي المفروض يكون رديء، والعكس بيحصل، الأقل جودة هو ما يأكله المواطن، وكثير من الناس لجأوا لصناعته في المنازل في ظل نقص المواقد و البوتاجاز والدقيق".