أمام عينيه طموح وفي عقله هدف يسعى لتحقيقه، منذ أن التحق بالمرحلة الثانوية، كان يريد الاعتماد على نفسه مهما كلفه ذلك من تعب ومجهود، لم يتوقف عن البحث عن عمل أو وظيفة مثالية توفر له دخلًا مُناسبًا كي يتحمل المسؤولية، وينفق على نفسه، صال وجال وتعلم وتفوق، فتحولت حياته من العمل كصبي نجار إلى مُحاضر لغة إنجليزية بالجامعة الأمريكية.
أنس مصطفى، محاضر لغة إنجليزية يبلغ من العمر 26 عامًا، تخرج في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وكان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، يحكي لـ«الوطن»، بداية كفاحه منذ تخرجه من الثانوية العامة: «اشتغلت في مصنع زيت بعد الثانوية وقعدت فيه شهرين، كنت باخد في اليوم 25 جنيها».
العمل في مصنع نجارة رغم رفض والده
بدأ «أنس» العمل بمصنع نجارة، إذ كان الاعتماد على نفسه هو أهم ما يسعى إليه: «كُنت حابب إني أشتغل عشان عاوز أشتغل بالرغم من رفض والدي وإني أركز في كليتي أفضل، كنت عاوز أعتمد على نفسي، بس كنت بتعامل كأني صبي نجار، بساعد الصنايعية وبقف معاهم على الماكينات وبكنس المصنع وبجيب للصنايعية طلبات».
البحث عن طريقة لإتقان اللغة الإنجليزية
ترك «أنس» العمل في مصنع النجارة، وبدأ التركيز أكثر على دراسته وكليته ثم البحث عن كورسات لإتقان اللغة الإنجليزية: «بدأت أشتغل على نفسي وأتعلم إنجليزي وأذاكر كويس، وفي الوقت ده اشتغلت كول سنتر، بس بعد شهر ونص سبت الشغل ورجعت للنجارة تاني».
بدأ «أنس» يضع كل تركيزه في دراسة اللغة الإنجليزية، وعمل في معاهد تدريس، وبدأ بِنشر فيديوهات تعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أصبح مُدرسًا ومُحاضرًا مُعتمدًا من الجامعة الأمريكية، بعد حصوله على «كورس» رسمي من الجامعة: «بقيت محاضر رسمي، لأني اشتغلت على نفسي وكان قدامي حلم وهدف بحاول أحققه، ومن غير تطوع وإني أساعد ناس تانية مكنتش وصلت لحاجة، لأني كنت بحب أساعد الطلبة الأصغر مني، إني أفيد غيري دي أكتر حاجة أثرت في حياتي»، ولدى «أنس» أكاديمية خاصة على الإنترنت، لتعليم وتدريس اللغة الإنجليزية.
تعليقات الفيسبوك