السفيرة منى عمر: متابعة الرئيس لعملية الإجلاء أكدت اهتمام الحكومة بالحفاظ على سلامة العائدين من السودان
السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية
أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، أن الدولة المصرية تقوم بجهد عظيم فى إجلاء مواطنيها من السودان، فى ظل الأوضاع الحالية، حيث شعر كل مواطن مصرى أن كرامته الوطنية لها اعتبار واهتمام من جانب الحكومة، وتمثل ذلك فى الإجراءات التى تم اتخاذها فى معبر «أرقين» لاستقبالهم، أو الأخرى للسفارات والقنصليات.
مساعد وزير الخارجية الأسبق: المواطن شعر بتقدير واحترام دولته بعد مجهودات الإجلاء
وقالت «عمر» فى حوارها لـ«الوطن»، إن الجميع قد أشاد بالجهد الذى تبذله الحكومة المصرية من أجل سلامة مواطنيها ومواطنى الدول الأخرى. وإلى نص الحوار.
كيف نجحت أجهزة الدولة فى إجلاء أكثر من 1539 مواطناً من السودان فى وقت قياسى؟ وعلامَ يدل ذلك؟
- تبذل أجهزة الدولة جهداً جباراً، بالتسهيلات التى تمت فى ظل وجود عدد كبير جداً سواء من المواطنين المصريين أو غيرهم من مواطنى الدول الأخرى، الذين يحتاجون لترتيب عملية إجلائهم من السودان، حيث إن السفارات والقنصليات المصرية تحتاج إلى جهد كبير على مدار الساعة لخدمة الأعداد الكبيرة من المصريين والأجانب، الذين قد يحتاجون لإجراءات أخرى، لدخول مصر، حيث يتم تنسيق كامل مع جهات الدولة المختلفة، كما شهدنا جميعاً على الشاشات عمليات الاستقبال الإنسانى التى تمت، ما دلل على سعادة مصر بعودة أبنائها سالمين من السودان فى ظل أوضاع صعبة التحمل، ولم يقتصر ذلك على المواطنين المصريين، بل تخطى ذلك لمواطنى السودان الشقيق، إلى جانب عدد من مواطنى دول أخرى، وهذا يعنى وجود تنسيق شامل بين مصر وعدد من الدول لإجلاء مواطنيها عبر الحدود المصرية، وهذا يدل على أن جميع الجهات الموجودة، سواء العاملة على الحدود، أو فى الداخل السودانى، وخلية الأزمة التى تم تشكيلها من الوزارات المعنية والمتابعة اليومية، واللحظية التى يقوم بها رئيس الجمهورية، تعد علامة شديدة الإيجابية فيما يتعلق بتقدير واحترام الدولة لمواطنيها وأبناء شعبها.
كيف تطورت جهود الدولة خلال السنوات الأخيرة فى الحفاظ على أبنائها فى مناطق الأزمات؟
- كانت هناك جهود مصرية مماثلة فى إجلاء المواطنين المصريين فى مناطق الصراع والأزمات، مثل أوكرانيا، عندما استطاعت الدولة إجلاء مواطنيها وسط وضع صعب فى أوروبا، ولا توجد أزمة واحدة حدثت فى أى مكان بالعالم، ووجود مواطنين مصريين بالقرب منها، فى أى دولة، إلا وقامت بجهد كبير للحفاظ على أرواح مواطنيها وسلامتهم، وحتى قبل وبعد الأزمة الأوكرانية، كانت الدولة على قدر المسئولية، فى الحفاظ على سلامة مواطنيها، مثل دول أفريقية أخرى مثل الكونغو، حيث كانت مصر دائماً تبادر وتسرع فى إنقاذ مواطنيها وحمايتهم من التعرض لأى سوء قد يتعرضون له نتيجة لأزمة أو حرب هم ليسوا طرفاً فيها، وهذا ما اعتدنا عليه من الحكومة، والذى سيستمر، حيث إن كم التسهيلات المقدمة خلال تلك الأزمات كبير جداً.
ما أهم المعوقات التى تم التغلب عليها لتحقيق سلامة المواطنين خلال عمليات الإجلاء؟
- خلال الظروف المتأزمة، تعمل الدولة ممثلة فى «خلايا الأزمات»، وتقوم جميع الجهات بالعمل بشكل جماعى فى إطار الدولة المصرية، ومن أهم العقبات أعداد المواطنين الذين تتم عمليات إجلائهم، ومن أجل إنهاء الخدمات والإجراءات الخاصة بهم، يقوم رجال وزارة الخارجية، بالتنسيق مع باقى أجهزة الدولة، فى إنهاء إجراءات خاصة بمئات وأحياناً آلاف المواطنين، وهذا يزيد من صعوبة العمل الذى يتم فى وقت قياسى، كما تحرص الدولة على مراعاة المعايير الأمنية، للحفاظ على ثوابت الأمن القومى، حتى فى مثل هذه الحالات، ولذلك يحدث تنسيق كامل بين السفراء والقناصل وكافة العاملين فى سفارات مع الأجهزة المعنية فى مصر للتأكد من عدم دخول أى عناصر قد تسبب مشكلات لاحقة فى الداخل المصرى، وهذا قد يستغرق وقتاً، لكنه يتم بأقصى سرعة ممكنة، علاوة على أن الإمكانات المادية للقيام بتلك الجهود الجبارة قد يسبب عبئاً مادياً، وأخيراً وجود صعوبات لوجيستية مثل إمكانية دخول طائرات ووسائل نقل إلى الدولة التى يحدث بها الصراع، وأن تسمح الدولة بأى نوع من الناقلات التى تدخل إلى الحدود لنقل المواطنين بأمن وسلام، وهذه النقطة تحتل أهمية كبرى، بالإضافة إلى عدد آخر من المعوقات مثلما أن يكون المواطنون المصريون لا يتركزون فى أماكن إقامة واحدة أو قريبة من بعضها، وقد يكون منها مناطق نائية، وكل ما سبق يعد معوقات تتطلب وقتاً وجهداً وإمكانات مادية، وبالنسبة للسودان فإن الشىء الجيد هو وجود ثلاث قنصليات مصرية تعمل بكفاءة وسرعة.
قرارات الإجلاء
استمرار عمليات الإجلاء واتخاذ القرارات المهمة بشأنها يكون من جانب «خلية الأزمة»، وطالما هناك طلبات إجلاء سيتم الاستجابة لها مع مراعاة الظروف الأمنية والصعوبات اللوجيستية وبحسب عدد المواطنين طالبى الإجلاء والمناطق التى يقطنون بها وظروفها وتوفير الممرات الآمنة وتوفير الانتقال الآمن للمواطنين.