عادات الاحتفال بعيد الفطر في الشرقية.. فتة رقاق باللبن وكسكسي باللحم
صلاة العيد في الشرقية - أرشيفية
يتفق المصريون في محافظات الجمهورية على الاحتفال بعيد الفطر المبارك، الذي سيحين موعده خلال أيام قليلة، ولكل محافظة عادات وتقاليد تميزها عن غيرها من حيث طريقة الاحتفال بالعيد، وفي هذا الصدد، تستعرض «الوطن» عادات وتقاليد محافظة الشرقية في الاحتفالات بعيد الفطر، الذي تبدأ الاستعدادات له منذ العشرة الأواخر من شهر رمضان، بصنع الكعك والبسكويت وشراء حلوى وشوكولاتة العيد.
تقول كريمة السيد، البالغة من العمر 70 عامًا، إحدى مواطنات محافظة الشرقية، في حديثها لـ«الوطن» أنها تتذكر عادات أبناء ريف الشرقية وأبناء المدينة على حد سواء منذ طفولتها، لافتة إلى أن العادات تقريبًا ثابتة ولم تتغير إلا قليلا من حيث الاحتفالات بالعيد، معلقة: «كنا زمان بنقول عن رمضان عشرة مرق، وأخرى خِرق وآخرها خِرق»، موضحة أنه في بداية رمضان يطهون اللحوم ويدعون الأقارب للولائم، ثم ينشغلون بشراء لبس العيد، وفي آخر أيامه يستعدون للعيد إذ يصنعون الكعك والبسكويت وتجهيز السوداني والترمس.
فيما تقول بشرى محمد، البالغة من العمر 65 سنة، إنّ التجهيز لعيد الفطر يبدأ بشراء لبس العيد وتنظيف المنزل وتعطيره ليكون جاهزًا لاستقبال الضيوف، مع تجهيز الحلويات والمخبوزات من شوكولاتة وكعك وبسكويت، متابعة أنّ يوم الوقفة تجهز السيدات اللحوم أو الدواجن، وبعضهن يجهزن الأسماك المملحة كالفسيخ أو الرنجة والسردين لتناولها في وجبة الغداء بعد صلاة العيد.
وتضيف ياسمين طنطاوي، عن عادات العيد في الشرقية وطرق الاحتفال وهي من أبناء مدينة الزقازيق، أنّ يوم العيد يبدأ مع أول خيط للفجر، إذ ترتدي السيدات عباءة جديدة فيما يرتدي الأطفال طقم العيد والحذاء الجديد ويرتدي الرجال الجلابية البيضاء، ويتوجهون جميعًا إلى الساحات لأداء صلاة العيد، لافتة إلى أن الأطفال تنطلق للعب واللهو بالشوارع، بينما يزور الرجال الأقارب والأصدقاء، فيما تعود السيدات لاستقبال الضيوف من الأهل والأقارب والأصدقاء: «بعد الصلاة الرجال بيروحوا يعيدوا على الأقارب، والستات بترجع تفتح البيت وتجهز الغداء وتستقبل الضيوف».
تناول الفسيخ في الغيطان
وتضيف فتحية حسن من أبناء الشرقية، أنّ السيدات تجهز الإفطار وهو عبارة عن الكعك والبسكويت وأكواب اللبن وأطباق فتة الرقاق بالحليب الساخن والسكر والزبدة، ثم الاستعداد لتجهيز الغداء الذي يكون عبارة عن لحوم أو دواجن أو وجبة فسيخ على أن تكون في حديقة أو فوق أسطح المنازل أو حتى في الأراضي الزراعية وسط الحقول: «بعد الصلاة الرجالة بتعيد على البيوت، والستات بتجهز الفطار والأطفال بتلعب في الشوارع».
ويقول وليد سعد، إنّ من عادات العيد أن تجهز كل أم «زيارة موسم العيد»، وهي عبارة عن كعك وبسكويت وفاكهة ولحوم، وتذهب لزيارة ابنتها المتزوجة وإعطائها وأبنائها عيدية العيد، لافتًا إلى وجود زيارات متبادلة بين العائلات لإعطاء العيدية للبنات المتزوجات والأبناء عمومًا، مع تناول الغداء عند بعضهم البعض، ثم يذهب الرجال ليلًا إلى الأصدقاء لقضاء العيد في أول أيامه في الكافيهات حتى الصباح الباكر لليوم التالي للعيد.
كسكسي ولحم ومرقة وملاهي أطفال
وأشارت «أم حسن» سيدة من أبناء الشرقية، إلى أنّ أبناء قريتها اعتادوا في مناسبة عيد الفطر، أن يصنعوا الكسكسي والمرقة واللحم لتناولها على الغداء، لافتة إلى عمل كميات كبيرة من الأطعمة لتوزيعها على الذين لم يصنعوا الكسكسي، بالإضافة إلى استقبال الأقارب من المحافظات الأخرى وتقديم واجب الضيافة، مشيرة إلى إقامة ملاهي وألعاب للأطفال في شوارع القرية.
ويقول حسام رضا، إنّه في العيد يتوجه الأطفال بصحبة أسرهم أو رفقة أشقائهم الشباب إلى التنزه من أول ساعات النهار في الحدائق والكافيهات، لافتًا إلى تناول الكشري في المحلات التي تفتح أبوابها في أول أيام العيد في الصباح الباكر، ودخول السينما والكافيهات والتنزه بالأماكن التي عليها إقبال كحديقة الحيوان ثم ينتهي اليوم ليعود إلى المنزل لأخذ قسط من الراحة، ثم في اليوم التالي يزور أقاربه وأفراد عائلته ليعيد عليهم وهذا حال الشباب في العيد.
ولعل أبرز الأمور التي يتشاركها الجميع بالمحافظات ومن بينها أهالي الشرقية، توزيع عيدية العيد ووضعها في ظرف ملون أو علبة مزركشة وتوزيعها على الأطفال والفتيات والنساء، ويخرج الأهالي من القرى متجهين للمدينة بعد منتصف اليوم لقضاء العيد بالحدائق والسينمات، فيما يقبل أهل المدينة على الريف لقضاء العيد في منازل أقاربهم أو في الحقول والغيطان وتناول وجبة الغداء والزيارات المتبادلة، فيما يذبح البعض الذبائح.