قلب الأم.. سمعت الرصاص فى كمين المنيب فقالت: «ولدى مات»
المجند حسين محمد رمضان، ذلك البطل الذى استشهد الأسبوع الماضى، فى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير أثناء وجوده فى خدمته أسفل الطريق الدائرى بالمنيب.. عناصر تنظيم الإخوان أطلقت النيران من سلاح آلى عليه هو و4 من أفراد الكمين وتم نقله إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة وبعد خروجه من غرفة العمليات فاضت روحه إلى بارئها.
المجند الشهيد بدأت رحلته مع الخدمة فى الشرطة خلال شهر أكتوبر 2012، وكانت خدمته فى الإسكندرية وظل هناك حتى قبل استشهاده بـ3 أسابيع تم نقله إلى الجيزة وساقه القدر إلى أن تكون خدمته فى كمين أسفل دائرى المنيب الذى يبعد عن منزل الأسرة بـ900 متر تقريباً، ويوم 25 الماضى أثناء إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
كان الشهيد حسين يجلس فى خدمته بالكمين وطلب من أسرته عبر الهاتف أن يرسلوا له طعام الغداء له ولزملائه المجندين خوفاً من ترك خدمته، وبالفعل أعدت والدته طعام الغداء له ولزملائه، وذهب إليه شقيقه بالطعام، وتناولوا جميعاً الغداء وغادر شقيقه الكمين واتصل حسين بوالدته يشكرها على الغداء وقام زملاؤه بشكر والدته، ثم أخذ حسين التليفون وشكر كل أفراد أسرته، وودعهم جميعاً فى حضور شقيقه سيد.
وفى الساعات الأولى من صباح يوم 26 سمعت أسرته صوت طلقات نارية، وعلى الفور نهضت والدته من على فراشها قائلة الضرب ده فى الكمين بتاع حسين.. ولدى.. ولدى مات وأسرع والده ليتأكد له الخبر واتصلوا على هاتف حسين لكن دون رد.
ارتدت الأم ملابسها وخرجت من المنزل مسرعة وخرج خلفها والده وشقيقه وذهبوا جميعاً إلى الكمين الذى يؤدى فيه حسين خدمته ليجدوا الخبر الصادم بأن حسين أصيب من قبل مجهولين أطلقوا النيران على الكمين وتمكنوا من الفرار، وتم نقل حسين إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة لإسعافه، وذهبت أسرته مسرعة إلى مستشفى الشرطة ليجدوا حسين داخل غرفة العمليات وظلوا أمام الغرفة حتى خرج ودخل غرفة العناية المركزة وانتظروه خارج الغرفة حتى خرج عليهم الطبيب المعالج بعد نصف ساعة وأبلغهم بخبر استشهاده، وسقطت والدته على الأرض مغشياً عليها لتدخل غرفة العناية المركزة فى غيبوبة تامة وظلت لعدة ساعات كلما تفيق تدخل فى غيبوبة حتى استقرت حالتها بعد 4 ساعات.
خيرى ابن عم الشهيد قال لـ«الوطن»: «حسين قتلوه الإرهابيين، خرج من الدنيا قبل دخولها، منذ شهر قام بخطبه إحدى الفتيات من معارفنا، حيث إنهم من ذات القرية وحضروا إلى الجيزة بسبب ضيق الرزق، واستقروا فى منطقة المنيب، وحسين لديه 4 أخوات، وكان ينتظر إنهاء الخدمة العسكرية حتى يتمم زواجه، ولكن الإرهابيين قرروا عدم إتمام زواجه، وأكد ابن عم الشهيد أن الضحية كان من المقرر أن يحضر إلى المنزل أمس الجمعة لقضاء إجازته بصحبة خطيبته وأفراد أسرته، لكنه تقرر أن يحضر بروحه فى جلسة القرآن عليه وقام المئات من أهالى منطقة المنيب وأسرة الشهيد باستلام جثمانه، وتم نقله إلى قرية الفشن بمركز بنى سويف، حيث مقابر العائلة ليسطر التاريخ قصة شهيد جديد يضاف إلى سجلات الأبطال.