بالفيديو| "القومي للسكان" يعلم أطفال أسوان الكاريكاتير
أوراق تناثرت حولهم، أطلقت لهم العنان ليكسروا كل قواعد فرضت عليهم، ورقة وقلم وشخصية، كاريكاتير كان الوسيلة، وتحطيم ما جمدته العادات والتقاليد بيد المجتمع، على مدار 5 أيام قضى فيها أطفال أسوان أوقاتهم بين طيات ورشة الكاريكاتير التي نظمها لهم المجلس القومي للسكان، في إطار المؤتمر الذي نظمه البرنامج القومي لتمكين الأسرة ومناهضة الختان، في الفترة من 18-22 يناير.
"نتعلم حقوقنا ومنسكتش على أي شيء خاطئ، ونعالج السلبيات بتاعتنا، أو أي حاجة حاجة حاسينها تجاه نفسنا أو المجتمع بشكل سلبي، ونعبر عنها بشكل متحضر بإخراج الطاقة السبية من خلال رسوم الكاريكاتير"، كان هذا هو الهدف من وراء الورشة، التي رأسها عماد عبد المقصود، رئيس قسم الكاريكاتير بمجلة روز اليوسف.
وجد عبدالمقصود الحل في التفكير غير النمطي، متمثلا في رسم الكاريكاتير الذي يعد فنا غير نمطي لكسر القواعد والتعبير عن السلبيات بطريقة غير نمطية أيضا، فحل الأمور بطريقة مختلفة يؤهل لتكوين شخصيات ونماذج في المستقبل تفيد البلد بحلول غير تقليدية، كمشاكل تنظيم السرة وختان الإناث والانفجار السكاني.
وتعجب رسام الكاريكاتير من سرعة استجابة أطفال أسوان لقواعد هذا الفن الأساسية، وتفاعلهم بحماسة معه بهذه الصورة المذهلة، مشيرا أن غير الموهوبين منهم تعلموا كيف يعبرون من خلال الكاريكاتير عن مشاكلهم، حتى أنه شخصيا كان ينوي تخصيص الورشة للموهوبين فقط، وعدل رأيه فيما بعد تعامله معهم، خاصة وأنه بدأ بأصعب فنونه "البورتريه الكاريكتيري"، واستجابوا وتفاعلوا مع شخصيات أم كلثوم ومصطفى كامل وطه حسين.
ووجدت الدكتورة فيفيان فؤاد، مدير برنامج التدريب بالبرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث في المجلس القومي للسكان، أن مبادرة ورشة الكاريكاتير التي تبنتها المؤسسات الصحفية من خلال المنتدى الإعلامي للتنمية والمجلس القومي للسكان، هدفها أولا وأخيرا هو أن نتعلم التعبير عن مشاكلنا من خلال فن السخرية، الذي يجيده المصريين.
تطورت استجابة الأطفال لقواعد الكاريكاتير خلال أيام الورشة، ودفعت فؤاد إلى الإشارة إلى الحس الفني لدى المصريين غير الملموس وغير المهتم به، ويمكن من خلاله محاربة العنف والتطرف والإرهاب، ولتقريب الفكرة للأطفال، كان رسم الزعماء والشخصيات العامة هو الأنسب، لنزع فكر البعد عن التاريخ ومعرفته من خلال القراءة، بل معرفته عن طريق الفن، كما رسموا ما يتعرضون له كبنات وأولاد، من عنف أو تعاملهم مع أهاليهم ومشاكلهم.
تمسك بقلمها وتسطر خطوطا تشكل بسخرية كوكب الشرق، منار سيف، التي عبرت عن سعادتها بتعلم فن الكاريكاتير بالورشة، والذي ساعدها في رسم عدد من الشخصيات كمصطفى كامل ونجيب محفوظ، وكيف استطاعت أن تلتقط مبادئ الكاريكاتير وهي ترسمه لأول مرة، وتبرز رسوماتها لمحافظ أسوان الذي تفقد الورشة.
شادي ناصر عيد، بملامحه الشقية، تعلم كيف يبرز تفاصيل الشخصية التي يسخر منها، وكيف يرسمها من خلال فن الكاريكاتير، لتنتهي 4 أيام أخرجت من هؤلاء الصغار مشاعر سلبية لم تتعقد بعد، وتعلمهم كيف يذيبونها بسلاسة من خلال الفن.