سماح أبوبكر عزت: برنامج «رحلة سعيدة» صار مدخلا للحوار بين الأهل والأطفال.. وهذا هدفي من الحكايات
أوجدت لنفسي مساحة تميز مصدرها أنني أكتب بنفسي الحكايات
الكاتبة سماح أبوبكر عزت
المتعة والخيال ممزوجان بالقيم الأخلاقية والاجتماعية، معادلة إبداعية صممت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تنفيذها، وهى نفسها الأساليب التى تتبعها كاتبة الأطفال سماح أبوبكر عزت، سفيرة شئون الطفل بمبادرة «حياة كريمة»، فربطت شرائح عمرية مختلفة من أطفال الجيل الحالى بحكاياتها التى تكتبها وتقدّمها بسلاسة وبساطة وقيم بعيدة تماماً عن التوجيه المباشر، ومثلما نجحت فى ذلك من خلال ورش الحكى التى طافت بها مصر، كان لفقرتها المميزة فى برنامج «رحلة سعيدة» عظيم الأثر فى نفوس الأطفال الذين تابعوا ويتسابقون للحضور معها على الهواء، وحول الطفل وعنه كان حوارنا معها.
الأطفال أصبحت لهم مكانة خاصة فى خريطة الشركة.. والصغار من القرى إلى المدن متأثرون بما يُقدم
كيف جاءت مشاركتك لتقديم برنامج رحلة سعيدة؟
- الأطفال أصبحت لها مكانة خاصة فى خريطة الشركة المتحدة، وكان الأمر غائباً لعدم وجود برامج للأطفال تقدم حتى فى التليفزيون، وحقيقة منذ إعلان «المتحدة» عن خطة لأعمال الأطفال والجميع كان مترقباً لرؤية ما سيُقدم، واستطاعت فى فترة بسيطة تقديم أكثر من برنامج، ومن العام الماضى يوجد كارتون «يحيى وكنوز»، وهو أمر مهم جداً ومطلوب جداً.
وبالنسبة لبرنامج رحلة سعيدة، فأنا من أكثر الكُتّاب الذين ينظمون ورش حكى مع الأطفال وقراءة قصص فى مصر وخارجها، إضافة إلى كونى سفيرة لشئون الطفل فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، فطوال الوقت ألتقى بأطفال، فحينما فكر المسئولون فى الشركة المتحدة أن تكون هناك فقرة مخصّصة فى برنامج رحلة سعيدة للحكى تواصلوا معى مباشرة، واشتغلنا فقرة «احكى يا ماما سماح»، عن خبرة التقائى بأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية، سواء فى القرى والمدن، وسواء فى مستوى مدارس دولية أو حتى خارج مصر فى دول عربية وأوروبية، والطفل هو الطفل، عاشق للحكاية، لكن المهم «إيه الحكاية اللى الطفل النهارده يسمعها ويقتنع بيها.. إزاى تحكى الحكاية؟.. وهتشركى الطفل فيها ولّا لأ فى الحكى؟».
كيف أسهمت فقرات «رحلة سعيدة» المتعدّدة فى الوصول إلى كل الأطفال بأعمارهم المختلفة؟
- أنا سعيدة بتفاعل الأطفال مع برنامج «رحلة سعيدة»، وأتيحت لى فرص مقابلة أطفال فى القرى والصعيد، وفوجئت بأنهم يتابعون البرنامج، وكونه يُذاع على القناة الأولى فى نفس توقيت إذاعته على «سى بى سى» أعطى فرصة لأطفال أكثر بأن يشاهدوه، وتنوع الفقرات بين الحكاية والمسابقات زاد من ارتباط الأطفال بالبرنامج، وأصبحوا ينتظرونه كل أسبوع لمشاهدته، ويصلنى الكثير من التعليقات بعد انتهاء كل حلقة من الأطفال، ومن يريدون المشاركة فى تصوير الحلقات، والكبار أيضاً يتابعون ويحكون لى كيف أثّرت الحكاية فى أطفالهم وتفاعلوا معها، والأهم هو إدارة مناقشة بين الأهل والأطفال عن موضوع القصة المُقدّمة فى الحلقة، سواء التنمر أو الانغماس فى مواقع التواصل الاجتماعى، وهى أشياء حياتية تشغل الأهل وغطيناها فى برنامج الحكاية، وهو مدخل للحوار بين الأهل والأطفال، وهذا ما أسعى إليه، والهدف فى عُرفى من الحكايات وكتابة القصة.
كيف تتمكنين من مخاطبة مختلف الأعمار من خلال قصص «رحلة سعيدة»؟
- كونى كاتبة القصة التى تُحكى، فيجب علىّ أن أعلم القصة موجّهة لأى عمر أو أى مرحلة عمرية، وما يناسب كل مرحلة عمرية من مفردات وطريقة حكى مختلفة عما إذا تم حكى القصة لشخص فى عمر أكبر، وأنا واعية لذلك جداً ومركزة فيه جداً، لتكون القصة مناسبة للفئة العمرية التى تُحكى لها كموضوع وكطريقة تناول وكطريقة حكى فى الوقت نفسه، وقدرت الحكايات توصل للأطفال فى مراحل سنية مختلفة ويتفاعلون معها، وحتى لو الطفل أصغر قليلاً من الحكاية، أستطيع أن أقرب له من خلال الحكى، أو أستخدم مفردات بديلة، أو تأليف أحداث على الهواء، وهو أمر تكرّر كثيراً، وقصص كثيرة أثناء الحكى، فأضيف أشياء، لأنه شغلى فى النهاية «القصة قصتى والحكاية أنا اللى باحكيها»، ليست لمؤلف آخر لا يحق لى أن أُبدّل أو أُغير، ودائماً الفنان أو المبدع أو الكاتب عندما ينظر مرة أخرى لشغله بعد فترة يجد أنه يمكنه إضافة أشياء تعالج قضايا أخرى، وهو ما كنت أفعله، لذلك استطاعت الحكايات أن تصل إلى أكبر قدر من الأطفال فى مراحل سنية مختلفة.
قدوتي «أبلة فضيلة» فهي أفضل مَن حكى للأطفال
مَن قدوتك فى تقديم برامج الأطفال؟
- قدوتى فى تقديم الحكايات بلا جدال هى العظيمة الراحلة «أبلة فضيلة»، وعلى المستوى الإنسانى كانت جارتى وحبيبتى التى تأثرت بها جداً، وبلا منازع «أبلة فضيلة» هى أفضل مَن حكى للأطفال، بتحكى بأسلوبها الجميل حتى أطلقت مساحة للخيال، لأن حكاياتها كانت فى الراديو، فكان هناك نوع من الخيال المُحبّب الذى تضيفه إلى الحكاية، والجميع أساتذتى، لكننى وأنا أكتب القصة أحكيها، والفرق بينى وبين كل هؤلاء الأساتذة أننى أنا من يكتبها.
الأطفال لا يحبون التوجيه المباشر.. والبرامج والحكايات أفضل وسيلة لغرس القيم.. والموسم الأول من «رحلة سعيدة» انتهى.. ونتمنى المزيد من المواسم
كيف تسهم برامج الأطفال فى تشكيل وعى الأجيال؟
- برامج الأطفال وحكايات الأطفال تحديداً تسهم بالطبع فى تشكيل وعى الطفل، لأن الطفل لا يحب أبداً التوجيه المباشر، ولا انتقاده طوال الوقت، لكن الحكايات والبرامج تقدّم له مواقف يرى شخصاً آخر يتصرّف تصرّفات، ويستقبل مواقف ويرى رد فعله، وممكن يكون هناك فيه مواقف هو شخصياً تعرض لها ولم يُحسن التصرّف فيها، فيعلم كيف يتصرف فى هذه المواقف مرة أخرى، لأنه بطبعه يميل إلى التقليد والتأثر بالشخصيات، فحينما يتابع برامج الأطفال يتعلم، لكن بعيداً عن الطريقة المباشرة دون فرض رأى، ويرون أثر نبذ العنف والتصرفات غير السوية، حتى إن تعرض هو لمواقف سيئة يرى أثرها حينما يفعله غيره، فيتعلم تجربة حياتية من خلال البرنامج والحكايات التى يراها ويسمعها.
ما رأيك فى برامج الأطفال حالياً؟ وهل تناسب أطفال هذا العصر، مقارنة بالبرامج الغربية التى تستهويهم؟
- «رحلة سعيدة» ستنتهى حلقاته بعد شهر رمضان، حيث ستُذاع آخر حلقة، لأننا سجلنا موسماً واحداً وأتمنى أن يكون هناك موسم آخر.
الشركة قدّمت البديل الذى يحترم عقل الطفل ويحميه من الأعمال البعيدة عن معتقداتنا
كيف ترين مجهودات الشركة المتحدة واهتمامها بالطفل والمحتوى المقدم له وتنشئته السليمة؟
- أشكر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تقديم محتوى للأطفال، وأطمح للمزيد، لأن الأطفال محتاجون إلى ذلك فى ظل التطور التكنولوجى الهائل، ومحاطون بقنوات متعددة وأعمال قد لا تتناسب مع معتقداتنا ولا تقاليدنا، فالحل أن يجد البديل الذى يحترم عقله ويقدم له مساحة من المتعة والخيال والاستفادة فى الوقت نفسه، فهم محتاجون لأعمال أكثر، وأن يكون هناك أكثر من عمل درامى أو كارتون أو جرافيك للأطفال، وبرامج أكثر لكل واحد منها فكرة مختلفة وخصوصية، وتخاطب جميع الأعمار السنية المختلفة للأطفال، وتقدم شيئاً جديداً وجاذباً للطفل، فأفخر بأننى أعمل مع الأطفال، وفيه برنامج قدمته الشركة المتحدة، ودائماً نقدم كل ما هو مفيد ويمكن أن تضيف إلى شخصية الطفل المصرى الذى يتسم بالذكاء، ويمتلك مواهب كثيرة جداً لمستها بنفسى، مثل سرعة البديهة والحضور، وأتمنى تقديم أعمال هادفة، لأن الأطفال هم رجال وسيدات المستقبل، ونُعد الطفل وننشئه تنشئة سليمة، ليكون فاعلاً فى المجتمع ويُعتمد عليه، وتكون له شخصية قوية ولا يُسمح لأى فكر خارجى بأن يؤثر عليه، وكل ذلك يمكن أن نفعله من خلال البرامج.
مسلسل «يحيى وكنوز»
مسلسل «يحيى وكنوز» استطاع أن يصنع معادلة لطيفة جداً، هى تقديم التاريخ للأطفال فى صورة مشوقة، وما يقدمه المسلسل مقرر على الأولاد فى كتب الدراسات الاجتماعية بالمدارس، واستطاع أن يجذبهم بأنه جعل التاريخ مغامرة، ومغامرة عصرية، لأن «يحيى وكنوز» بطلا هذا العمل يعيشان فى الجيل الحالى ويستخدمان وسائل التواصل الاجتماعى، فالأطفال حينما يشاهدونهما لا يشعرون بغربة لأنهم يشاهدون أناساً تشبههم، والتاريخ مقدم فيه بشكل مغامرة مع عدم وجود أعمال أخرى للأطفال كارتون، فاستطاع أن يجذبهم ويشغل مساحة مهمة جداً، فصناعه يقدمون التاريخ، الذى يستصعبه الأطفال عادة، ولكن بصورة جاذبة وذكية، وقدّم المعلومة والمغامرة وحبّب الأطفال فى مادة الدراسات التى لا تستهوى الكثيرين منهم، خصوصاً أن التاريخ المصرى القديم زاخر بأسماء الفراعنة والتواريخ فأحياناً لا يستوعبه الأطفال، لكن تقديمه فى عمل درامى يثبت المعلومة، وهذا شىء جميل جداً.