7 مراحل لصناعة السبح.. والعمالة المدربة سر المهنة
«البشارى»: «الطريحة» 50 سبحة.. وتستغرق مدة لا تقل عن شهر
صناعة السبح
يعتقد البعض أن صناعة السبح مجرد حرفة يدوية بسيطة، يستطيع أى شخص العمل فيها، لكنها فى حقيقة الأمر كبيرة ومعقدة تحتاج إلى ماكينات وموهبة للتعامل معها على أساس علمى دقيق، ومنها استخدام «المثقاب» فى تخريم السبح، وماكينة «الحك» لتقطيع الأحجار الكريمة، وأيضاً آلة «الفريزة» وغيرها، لوضع اللمسات الجمالية بأشكال مختلفة.
محمد البشارى، 58 سنة، يمتلك محلاً لصناعة السبح، به ماكينات متخصصة، ومنها آلة «المثقاب» المخصصة لتخريم حبات الأحجار الكريمة والخامات الأخرى، إذ يأتى الحجر على شكل حبة دائرية كبيرة مفرغة من الداخل، ويوضع داخل «زوانة»، لطبع أشكال مختلفة تناسب كافة الأذواق، ويختار الزبون النقوش التى يحبها: «أنا بحول الخامات لسبح عن طريق المثقاب، وبحط على الخرز نقشات مختلفة، عشان يبقى قدام الزبون أنواع كتيرة يختار منها».
تمر صناعة السبح بـ7 مراحل، بحسب «البشارى»، تتمثل المرحلة الأولى فى تقطيع المواد الخام لقطع صغيرة، تليها مرحلة إحداث الثقوب فى كل قطعة، من خلال ماكينة «المثقاب»، ثم يتم خرط الأجزاء الصغيرة وإعطاؤها الشكل الدائرى أو البيضاوى على حسب الرغبة، ثم تأتى مرحلتا الصنفرة والتلميع لزيادة رونقها وجمالها، ثم تطعيمها، أى وضع السلك أو الخيط داخل الحبات الصغيرة، وهى المرحلة الأخيرة التى تسمى «اللضم».
أوقات متفاوتة تستغرقها صناعة السبح، يتم حسابها بنظام «الطريحة»، وفقاً لـ«البشارى»، فمثلاً تستغرق «طريحة» 50 سبحة مدة لا تقل عن شهر: «تصنيع السبح بياخد وقت كبير جداً عشان الشغل يطلع مظبوط، وكل مرحلة لازم تتعمل بتركيز ودقة لأننا شغالين على مكن، أى غلط ممكن يسبب مشكلة صحية للشخص نفسه».
يحكى ناصر عنتر، صانع فى محل أحجار كريمة، أن الماكينات متعددة ومتنوعة، وتتميز كل ماكينة بنظام معين وخطوات مختلفة، مثل ماكينة «الحك»، وهى عبارة عن صندوق يحتوى على ماتور داخله وخارجه كمية من المياه، وعلبة يوضع عليها «الجلخ» المستخدم فى العمل، أما ماكينة المنشار فلها طبيعة معينة تستخدم فى تقطيع الأحجار الكريمة إلى مربعات، وتكون مصحوبة بخرّامة الحجر، ثم تأتى الخطوة الأخيرة بوضع اللمسات النهائية: «المكن أشكال وأنواع، وبرضه بيحتاج للشغل اليدوى عشان الحاجة تطلع مظبوطة، اللمسات الجمالية إحنا اللى بنحطها مش الآلات».
لا يستورد المصنعون ماكينات من الخارج لصناعة الأحجار الكريمة وتجهيزها، إنما يعتمدون على ورش النجارة والحدادة لتصنيع ماكينات حديثة، تصل أسعارها إلى 20 ألف جنيه فى المحلات.
أما عن ورش التركيب والتشطيب فيوضح حمدى ناصر أن عملية التركيب تعتمد على الأحجار الجاهزة، لتركيبها فى الحجر نفسه، عن طريق فتح مكان صغير فى الدلاية أو الخاتم وغيرهما، باستخدام آلة «الفريزة» كخطوة أولى، ثم آلة «الأستيكة» للإمساك بالحجر نفسه ووضعه فى المكان الذى تم تفريغه، تليها مرحلة الإغلاق باستخدام المسمار، وبعض الأنواع تحتاج إلى شمع لصمغ الحجر فى الإكسسوارات، وفى عملية التشطيب توضع اللمسات الجمالية الأخيرة.