في الذكرى الـ21 لرحيله.. محطات في حياة القارئ الشيخ محمد بدر حسين
القارئ الراحل الشيخ محمد بدر حسين
تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الحادية والعشرين على رحيل القارئ الشيخ محمد بدر حسين، أحد أعلام دولة التلاوة، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم 28 مارس عام 2002، عن عُمر ناهز الـ65 عاماً، بعدما ترك إرثًا كبيرًا من التلاوات القرآنية النادرة والخالدة.
محطات في حياة الشيخ محمد بدر حسين
ولد القارئ الشيخ محمد بدر حسين، بمدينة السنطة، التابعة لمحافظة الغربية، في يوم 3 نوفمبر عام 1937، لأسرة متدينة يحفظ عائلها القرآن ويهتم بتحفيظه، وكان والده تقيًا ورعًا، ولهذا اهتم بتحفيظ ابنه القرآن فى سن مبكرة، من عُمره، فقد ألحقه بكُتّاب القرية وظل يُتابعه، حتى حفظ القرآن الكريم وعُمره لا يتجاوز العاشرة، ثم ألحقه بالأزهر الشريف ليحصل على الثانوية الأزهرية.
عشق «حسين»، إحياء الليالي القرآنية، فكان يقبل الدعوات لإحياء هذه الليالي، في بلدته، والبلاد المجاورة، وعندما انتقل للقاهرة كان قلبه متعلقًا بالأماكن الدينية كالأزهر الشريف، ومسجد الإمام الحسين، ومسجد السيدة زينب، فكانت هذه المساجد من أهم المنابر القرآنية التي قرأ فيها أمام المسؤولين، حتى شجعه الكثيرون على الالتحاق بالإذاعة كقارئ للقرآن.
اعتماده بالإذاعة المصرية
في عام 1961 تقدم «حسين» للالتحاق بالإذاعة المصرية وكان عُمره وقتذاك لا يتعدى أربعة وعشرين عاماً، حيث تقدم 160 قارئاً وقتها دفعة واحدة للإذاعة، وتمت تصفية هذا العدد إلى أربعة قراء فقط كان في مقدمتهم، وبعد التحاقه بالإذاعة ذاع صيته واشتهر، وكان يُكمل دراسته الجامعية حتي تخرج في كلية أصول الدين، مما أتاح له الفرصة، لأن ينهل من علوم القرآن ويؤهله لأن يتلوه عن اقتدار ودراية، وفى سنة 1971 التحق بالتليفزيون المصري مما كان له الفضل الأكبر فى اتساع شهرته وذيوع صوته.
عمله كمدرساً بالمعاهد الأزهرية
بجانب عمله كقارئاً للقرآن الكريم، عمل «حسين» مدرسًا بالمعاهد الأزهرية في محافظة البحيرة، ثم مدرسًا أول بمعهد دمنهور الثانوي، وفى مطلع الثمانينات تمت ترقيته إلى وظيفة مفتش بالمعاهد الأزهرية في البحيرة، ثم موجه عام بنفس المنطقة، وفى عام 1970 عُين قارئًا للسورة في مسجد السيدة سكينة، وعلى امتداد ربع قرن حتى عام 1993، وفى نفس العام انتقل إلى مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي، بمدينة دسوق، بمحافظة كفر الشيخ حتى عام 2000 عندما انتقل لمسجد سيدي أحمد البدوي في مدينة طنطا، بمحافظة بالغربية، الذي ظل فيه حتى وافته المنية.
جولاته الخارجية
سافر «حسين» إلى العديد من الدول العربية لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، وقرأ القرآن الكريم في الكثير من المساجد العريقة حول العالم، حتى أصبح له جمهور عريض من المستمعين في مصر والعالم العربي والإسلامي، وأُطلق عليه «القارئ المغرد» و«القارئ العالم».
سفير فوق العادة
ونتيجة لسفريات «حسين» المتعددة ما بين قارئ ومحكم وعضو مؤتمرات في المسابقات الدولية التي كانت تُقام بين حفظة القرآن الكريم في العالم اعتُبر سفيراً قرآنياً فوق العادة، وحصل على تكريمات متعددة كان أقربها إلى نفسه جسور الصداقة والود التي أُقيمت بينه وبين آلاف المسلمين وأعضاء الجاليات الإسلامية بالخارج، بالإضافة إلى العديد من الهدايا التذكارية التي قُدمت إليه من بعض الملوك والرؤساء والمسؤولين أقربها إلى قلبه قطعة من كسوة الكعبة أهداها له الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الأسبق، كما قدم إليه ملك ماليزيا «الزي الرسمي الماليزي» تقديراً لدوره كعضو بلجنة التحكيم بالمسابقة العالمية بالإضافة لطبق من الفضة مكتوب عليه تاريخ المسابقة.
كان شاهداً على اعتناق خمسة أشخاص الدين الإسلامي
وقدم لـ«حسين» الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، رئيس الجمهورية التونسية الأسبق، ساعة من الذهب الخالص تقديراً لجهوده في مجال خدمة القرآن وتلاوته، وأهداه جلالة الملك الحسين بن طلال، ملك الأردن الراحل، ساعة يد قيمة جداً أثناء حضوره احتفال افتتاح مسجد الملك عبد الله، وكانت أعظم منحة قُدمت إليه عندما طلب منه المسؤولون بالمركز الإسلامي بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية أن يكون شاهداً على اعتناق خمسة أشخاص الدين الإسلامي ونطقوا أمامه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
رحيل القارئ الشيخ محمد بدر حسين
توفي القارئ الشيخ محمد بدر حسين، في مثل هذا اليوم 28 مارس 2002، عن عُمر ناهز الـ65 عاماً، بعد أن ترك إرثاً من التسجيلات القرآنية النادرة داخل مصر وخارجها، وبعد أن رزقه الله بـ4 من الأبناء ولدين وبنتين.
ومن جانبه، أكد محمد عوض اليماني، حفيد القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، لـ«الوطن»، أن القارئ الراحل الشيخ محمد بدر حسين، كان من كبار القراء، ومن أعلام دولة التلاوة، لافتاً أنه كان علي علاقة طيبة ووطيدة بالشيخ الراحل أبو العينين شعيشع، نقيب قراء مصر والعالم العربي والإسلامي الأسبق.
وأوضح «اليماني»، إن الشيخ «حسين» زار مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ مسقط رأس الشيخ أبو العينين شعيشع مرات عديدة، كما قرأ في المسجد الذي شهد انطلاقة الشيخ «شعيشع» وهو مسجد العارف بالله سيدي سالم البيلي أبو غنام ببيلا، داعياً الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته بقدر ما أفنَوْا أعمارهم في خدمة القرآن الكريم وأهله.