أزهري: الإمام الشافعي كان شيخ المناظرات.. «الرأي بالرأي والعقل بالعقل»
مسلسل الإمام الشافعي
مسلسل رسالة الإمام الشافعي عرض في الحلقة الأولى التي عرضت منه ملحمة تاريخية ودينية عظيمة، بطلها الإمام الشافعي الذي يجسد دوره الفنان خالد النبوي، لذا انتظر الكثيرون أحداث مسلسل رسالة الإمام الشافعي الحلقة 2، والتي بدأت أحداثها باجتماع بين والى مصر المطلب بن عبد الله (وليد فواز) وأهلها، يسألونه إعادة النظر فى قيمة الخراج الخاص ببعض الأراضي، ويقطع الجمع فجأة السُرِّي بن الحكم (حمزة العيلي) حاملاً رسالة مهمة إلى المطلب مفادها أن الخليفة المأمون أمر بعزله والنظر فى أمره، وأرسل أكثر أبنائه تهورا فى طريقه إلى الفسطاط، ويطلب منه المطلب دعمه.
مناظرات الإمام الشافعي
وتحدث الدكتور علي المطيعي العالم الأزهري، عن مناظرات الإمام الشافعي، قائلا إنه كان له منهج خاص في مناظراته، وله هدف وهو الوصول للحقيقة، فحينما كان يناظر أحد كان يركز في تبيان صحيح الدين والغاية المنشودة لديه هي الحق، وتكون المناظرة على الجمع بين الدليل النقلي أولا ثم الدليل العقلي، وكان دائم القول: «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
الإمام الشافعي
وأضاف «المطيعي» لـ«الوطن» أن الإمام الشافعي لا يرى في رأيه صوابا محضا وغيره خطأ محضًا، فالفقه في أصله يحتمل الاجتهاد، فكان من أسلوبه أن يتناظر مع العلماء وليس الأميين والجهلاء، لأنه كما يقول: «لو ناظرت عالما لغلبته ولو ناظرني جاهلا لغلبني»، لذا كان يعطي كل شخص حقه في المناظرة ويخاطب كل واحد على قدر عقله.
كما أوضح العالم الأزهري أن «الشافعي» كان يناظر على سبيل النصيحة وليس الغلبة، مثلما ناظر إسحاق بن معاوية، وبعدما درس الخصم كلامه فأدرك أنه كان على خطأ و«الشافعي» على صواب فأصبح تلميذا من تلاميذه، وكان الإمام أيضًا لا يرفع صوته في المناظرة، فكان يرى أن الصوت المرتفع ليس لصاحب الحجة القوية، فالحجة تخاطب العقب ومخاطبة العقل لا تحتاج إلى صياح، بل كان يقارع الحجة بهدوء، وكان خبيرا بنفوس مناظره ويتعامل معه على قدره.
وأكد أن أكبر دليل على أن الإمام الشافعي لم يتعصب لرأيه، أنه تغير مذهبه من العراق حينما جاء إلى مصر فأصبح له معطيات جديدة جعلت له مذهب جديد بمصر، خالف به ما كان في اجتهاده في العراق، وهذا دليل واضح على اتساع أفقه، وعدم تصلب رأيه، ولا يرى أن رأيه صواب ولا يبدله أبدا، وساعده ذلك أسلوبه البسيط في النقاش.
أسلوب الإمام الشافعي
وتابع الأزهري أن ما نحتاجه اليوم هو أسلوب «الشافعي» في المناظرة في مواجهة الفكر التكفيري والمتطرفين أو الذين لا يفهمون الدين فهما صحيحا، حتى يعود كل منهم إلى رشده وصوابه، ولكن بشرط الحوار الهادىء، وهذا يحتاج أن يكون قائله صاحب علم لايشترط أن يكون كـ«الشافعي» في قدر علمه فهذا صعب، لكن على قدر جيد من العلم، لتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف في شتى المسائل بهذا الزمان من خلالها تكون بداية ليفهم هؤلاء صحيح الدين ويعود كل منهم لصوابه.