القصة الكاملة لوفاة تاجر في عزاء والده بالغربية.. «لم يتحمل الفراق»
محمد طلعت - تاجر كتان
ظل لمدة شهرين متواصلين يقضي حياته بين رعاية والده الذي مكث مريضاً في أحد المستشفيات، لمدة شهرين، ورعاية أبنائه الأربعة بعد أن توفيت عنهم والدتهم وتركتهم له، حتى أتى أمر لله برحيل والده الذي توفي داخل المستشفى وجرى تشيع جثمانه يوم الأربعاء الماضي، وحسب عادات أهالي القرى بمحافظة الغربية يستمر العزاء 3 أيام متتالين، وفي اليوم الثاني يقف الحاج طلعت الرجل الخمسيني وتاجر الكتان، بإحدى قري مركز زفتى، داخل سرداق نصب أمام منزله لتلقي العزاء في والده، ليتفاجأ الجميع، بسقوطه مغشياً عليه بين صفوف المعزيين متوفيا في الحال، واستمر نفس الصوان 3 أيام أخرى لتلقي العزاء في ابن المتوفي أيضاً الذي رحل بعد يوم واحد من وفاة والده.
توفي داخل عزاء والده
كانت قرية شبراملس بمركز زفتى بمحافظة الغربية شهدت حالة حزن على فراق تاجر كتان توفي داخل عزاء والده بعد رحيله بيوم واحد فقط، حزناً على رحيل والده، وسط حالة ذهول وحزن من أهالي القرية.
"الابن يحصل أبوه تاني يوم يا سبحان الله سبحان من له الدوام" بتلك الكلمات بدأ ناجي الحوت، أحد أهالي قرية شبراملس لـ"الوطن" أن الحاج طلعت حماد توفي، وتم إقامة سرادق لتلقي العزاء، وحال تواجد نجله محمد طلعت حماد، داخل السرادق لتلقي العزاء في والده لفظ أنفاسه الأخيرة، قرب أذان المغرب.
وأضاف أنه كان يقوم بتقديم واجب العزاء، وتقابل مع الابن المتوفى، بعد أذان العصر، "كان وجهه كله نور ومفيش أي أثار تعب عليه وخرج من العزاء وبعد صلاة المغرب بحوالي نص ساعة ألاقي المنادي بينادي عليه".
وأكد مسعد حماد الشقيق الأكبر للمتوفى، أن الفقيد "محمد طلعت حماد" كان يتمتع بسيرة حسنة وسمعه طيبة وسط أهالي القرية، وكان شديد التعلق بوالده "طلعت حماد" الذي توفي عصر الأربعاء وتم دفنه عقب صلاة العشاء بمقابر القرية، وكان في حالة حزن شديد بسبب رحيل والده.
سعيكم مشكور كانت هذه الجملة هي آخر ما قاله محمد حماد، الذي توفي إثر أزمة قلبية مفاجئة، أثناء تلقيه واجب العزاء في والده، في السرادق المقام، وحاولنا إسعافه ونقله إلى المستشفى ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله، بحسب ما رواه رضا حماد شقيقه الأصغر لـ "الوطن".
وصيتكم الأولاد
وصيته الدائمة هي أولاده لأن والدتهم متوفية، بهذه الكلمات استكمل رضا حماد ، لـ "الوطن" أن شقيقه الأكبر يدعى محمد حماد، ويعمل تاجر كتان ويبلغ من العمر 60 عاماً، ولديه 4 أبناء 2 شباب و2 من البنات، وجميعهم في مراحل دراسية مختلفة، وتوفيت عنه زوجته منذ 5 سنوات وحرص على عدم الزواج مرة أخرى، وفضل الاهتمام بأولاده، ومراعاة والده.
أضاف أن شقيقه الأكبر كان دائما يتمني الذهاب لأداء مناسك الحج، وأن يزوج أولاده، وكان يتمتع بصحة جيدة، ولا يعاني من أي أمراض، وفي الفترة الأخيرة تم حجز والدي داخل المستشفى لمدة شهرين، ويوميا كان يقضي اليوم معه، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، مساء يوم الخميس الماضي، وأثناء إقامة العزاء يوم الجمعة، لحق به ودفن بالقبر المجاور لوالدي.
تشييع الجثمان
أشار إلى أنه جرى تشييع الجثمان مساء يوم الجمعة الماضية، من مسجد الحاج شفيق بقرية شبرا ملس، بعد الانتهاء من استخراج تصريح الدفن، وعقب الانتهاء من صلاة الجنازة عليه، في مشهد جنائزي مهيب وسط حالة من الحزن الشديد انتابت الجميع واتشحت السيدات بسواد حزناً على فراقه.