منهج الطريقة العزمية: «الله معبودنا والرسول مقصودنا والقرآن حجتنا»
ضريح المؤسس الإمام محمد ماضي أبوالعزائم
تُعتبر الطريقة العزمية مدرسة صوفية تربوية خالدة، ودعوتها إصلاحية شاملة تقوم على ثلاثة أسس هى، الإسلام دين الله وفطرته التى فطر الناس عليها، والإسلام وطن والمسلمون جميعاً أهله، والإسلام نسب يوصل على سيدنا رسول الله، ومنهجها فى الدعوة يقوم على العقيدة الحقة والعبادة الخالصة والمعاملة الحسنة، وشعارها «الله معبودنا والرسول مقصودنا والقرآن حجتنا والجهاد خُلقنا والخلافة غايتنا وأبوالعزائم إمامنا».
يقوم منهج الطريقة العزمية على ما قدمه الإمام المجدِّد من تراث نثرى ونظمى، يبنى الشخصية الإسلامية بناءً راقياً صافياً، ويؤهلها للوصول لأعلى درجات القرب من الحق سبحانه وتعالى والحب لله وفى الله ولرسوله الكريم وأهل بيته وأصحابه على أسس قوية، فدعوة الإمام أبى العزائم دعوة وسطية، ومنارة ومحجة للسالكين إلى الله.
وبحسب «الطريقة العزمية»، جاءت دعوة الإمام أبوالعزائم تقدم لأبنائها ورواد مناهلها زاد الإيمان ولباس التقوى وروح الإسلام وأفقه الأعلى، وتلهمهم قوة النضال وعزيمة الجهاد، وتُضفى عليهم أخلاق الأنبياء وآداب المرسلين وروح الكتاب المبين. وأساس دعوة الطريقة ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأساسها مقام الإحسان بعد مقام الإسلام والإيمان، والسالك فى هذه الدعوة يجب عليه أن يكون محصِّلاً ما لا بد له من العقيدة الحقة، والعلم بأحكام العبادات والمعاملات والأخلاق، كما هى سُنة المرشدين.
الإمام المؤسس: مَن فهم مسألة في العلم صار عالما بها
أوضح الإمام المؤسس، فى كتبه، ما يجب على السالك فى هذه الدعوة، ويشمل ذلك المحبة لله ورسوله وفيهما، فالإيثار، فالغيرة لله ولرسوله، فالمجاهدة فى سبيل الله تعالى، كذلك يتعين على السالكين فى هذه الدعوة أن يكون كل رجل منهم متعلماً ممن فوقه فى العلم، ومعلماً لغيره، فإن مَن فهم مسألة فى العلم صار عالماً بها، والمتعين على كل رجل أن يبدأ بنفسه حتى تسلم تسليماً حقاً لله تعالى فى حكمه الشرعى وحكمه القدرى، ثم يدعو والديه وأهله وأولاده بالحكمة والموعظة الحسنة فإن ذلك واجب عليه، كما يجب عليه السعى فى معاشهم، ثم يدعو جيرانه وعشراءه بالحكمة واللين، والدعوة بالعمل فوق الدعوة بالقول.
وأضاف الإمام المؤسس: يجب على السالك فى دعوتنا أن يحرص على صحة إخوانه الروحانية بالتواضع وحفظ غيبتهم وستر عورتهم وإيثارهم على نفسه، حتى يكون جسد الأمة صحيحاً سالماً من الأمراض، كذلك يجب على كل طالب لله فى دعوتنا أن ينافس فى تحصيل العلم وفى أعمال يعملها فى خلوته، من صلاة بالليل وصيام بالنهار وتلاوة للقرآن وصلاة على النبى، ويتعين على المريدين من الأفراد أن يكون لكل فرد منهم سياحة روحانية، يفتتحها بالفكر فى آلاء الله أو فى حكمة الأحكام الشرعية أو القدرية أو باستحضار رابطة المرشد، حتى يحصل له التجريد، وترد عليه الواردات الروحانية، أو يقتبس قبساً من نور المشكاة المحمدية ليعلم كل راغب فى نيل رضوان الله ومبتغ فضله ورضوانه أن أكمل علامة لقبول الله تعالى وإقباله سبحانه ما يُجمّل الله به المريد من الأخلاق الروحانية، والأعمال السنية، والصفات الملكوتية، حتى يكون المريد صورة كاملة للمرشد الدال على الله تعالى.
وتعتمد الطريقة العزمية على كتاب الله وقول النبى الكريم وهدى الخلفاء الراشدين والأئمة الصحابة وأعمال السلف الصالح، وطمأنينة القلب بعد العلم بكل ذلك.
بدوره، قال الدكتور عبدالحليم العزمى، الأمين العام للاتحاد العالمى للصوفية، لـ«الوطن»: أساسنا الأول المحبة، ولا ينال الإنسان المحبة إلا بعد العلم بثلاثة أصول، العلم بصفات المحبوب، والعلم بأخلاقه، والعلم بما يحبه، وهذا الأساس هو الأصل الذى أُسس عليه الدين، ولولاه ما صبر رسول فى الدعوة إلى الله تعالى، ولا بذل الأنصار والمهاجرون نفوسهم وأموالهم وأوطانهم فى سبيل محبوبهم.
أمين «الاتحاد العالمي»: الصوفية أنصار الله والنجدة عند الشدة والقوة عند الضعف
وأضاف: الصوفية هم أنصار الله، والنجدة عند الشدة، والقوة عند الضعف، والحصون عند الخوف، والصوفية هم الأنوار التى تشع فى حالك الظلمات فتمحوها، كثرت أعمالهم، وقلت أقوالهم، خافوا مقام ربهم، ونهوا النفس عن الهوى، ولا بد للسالك فى دعوتنا من خصال سبع، وهى الصدق فى الإرادة وعلامته إعداد العدة، كذلك لا بد له من التسبب إلى الطاعة، وعلامة ذلك هجر قرناء السوء، ولا بد له من المعرفة بحال نفسه، وعلامة ذلك استكشاف آفات النفس، ومجالسة عالم بالله، وعلامة ذلك إيثاره على ما سواه، وتوبة نصوح، فبذلك يجد حلاوة الطاعة ويثبت على المداومة، وعلامة التوبة قطع أسباب الهوى، والزهد فيما كانت النفس راغبة فيه، كذلك لا بد له من طعمة حلال لا يذمها العلم، وعلامة ذلك الحلال المطالبة عنه، وحلول العلم فيه يكون بسبب مباح وافق فيه حكم الشرع، ولا بد له من قرين صالح يؤازره على ذلك، وعلامة القرين الصالح معاونته على البر والتقوى، ونهيه إياه عن الإثم والعدوان. وحول خصائص دعوة العزمية، قال: دعوة آل العزائم وسطية، شمولية، تجديدية، عالمية.