4 سيناريوهات لحرب نووية محتملة بين روسيا وأوكرانيا.. «قنابل قذرة» في الميدان
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بوضع قوات الردع النووية في حالة الجاهزية
أثارت تحذيرات روسيا من إقدام سلطات كييف على تنفيذ هجوم باستخدام أسلحة نووية داخل الأراضي الأوكرانية، لتحميل موسكو مسؤولية ذلك الهجوم، مخاوف من تطور المعارك، التي توشك على دخول عامها الثاني، إلى حرب نووية محتملة بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، قد تمتد لتشمل دول أخرى في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً، قبل قليل، أكدت فيه أن أوكرانيا تسلمت «حاويات مواد مشعة»، من إحدى الدول الأوروبية، لم يفصح البيان عنها، بهدف استخدامها في تلويث منطقة محلية بالقرب من إحدى المنشآت النووية، التي يتحكم فيها نظام كييف، على أن يتم اتهام روسيا بقصف تلك المنشأة، مما أدى إلى حدوث تسرب إشعاعي منها.
موسكو تحذر من تسليم كييف «قنابل نووية قذرة»
جاء بيان وزارة الدفاع بعد أيام من تحذيرات أطلقها رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، «كونستانتين جافريلوف»، في وقت سابق من شهر فبراير الجاري، أكد فيها أنه حال تسليم قذائف يورانيوم مصنوعة في الغرب، إلى كييف، فإن موسكو ستتعامل مع الأمر وكأنه «استخدام للقنابل النووية القذرة».
في المقابل، أعرب مسؤولون في أوكرانيا، ودول غربية أخرى، عن رفضهم للاتهامات الروسية بشأن تسليم «قنابل قذرة» إلى سلطات كييف، ووصفوا التصريحات الصادرة من جانب المسؤولين في روسيا بهذا الصدد، بأنها «محاولات لنشر معلومات مضللة»، كما اتهموا موسكو بالتخطيط لتنفيذ «هجمات نووية»، في محاولة لتحميل أوكرانيا مسؤوليتها.
مخاوف غربية من هجوم روسي بالأسلحة النووية
وفي وقت سابق من العام الماضي، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بوضع قوات الردع النووية في حالة الجاهزية، كما لوحت موسكو، وفي أكثر من مناسبة، باستخدام «كافة الوسائل» للدفاع عن نفسها، الأمر الذي أثار مخاوف جدية لدى الغرب من احتمال إقدام روسيا على شن هجمات بالأسلحة النووية، وفق ما جاء في تقرير سابق لصحيفة «واشنطن بوست».
وإزاء المخاوف المتزايدة من احتمال تطور الأزمة الروسية – الأوكرانية إلى حرب نووية، خاصةً وأن المعارك المستمرة منذ ما يقرب من عام، حصدت عشرات الآلاف من الضحايا، وتسببت في أزمات اقتصادية طاحنة بمختلف أنحاء العالم، سعى الكاتب والأكاديمي الأمريكي المختص في التسليح النووي، جوزيف كيرينسيون، إلى وضع سيناريوهات لحرب نووية محتملة بين الجانبين.
السيناريو الأول: هجوم استعراضي
بموجب السيناريو الأول، يمكن أن تقوم روسيا بإلقاء سلاح نووي على منطقة غير مأهولة، كأن يجري ذلك على البحر الأسود مثلاً، والهدف هو إظهار أن موسكو جادة في تهديداتها وليست بصدد المزاح، وإذا قامت روسيا بهذا الأمر، فإنها ستكون بصدد الرهان على إخافة الغرب، من أجل دفعه إلى التراجع عن دعم كييف، بحسب تقرير لشبكة «سكاي نيوز عربية».
ويقول خبراء إن هذا الهجوم قد لا يوقع خسائر في الأرواح، لكنه سيحدث حالة هلع في العالم، لأن السلاح النووي لم يجر استخدامه في المعارك منذ 77 سنة، ولن تضطر الولايات المتحدة إلى الرد عسكرياً، في حال وقع هجوم من هذا القبيل، لكن روسيا قد تجد نفسها في عزلة أكبر دولياً، لأن الصين والهند قد تضطران إلى أخذ مسافة أكبر منها.
السيناريو الثاني: سلاح محدود القوة
بوسع روسيا أيضا أن تلقي سلاحاً نووياً محدود القوة على منشأة عسكرية أوكرانية، في خطوة قد تؤدي إلى مقتل المئات وحتى الآلاف، إلى جانب خسائر مادية فادحة، وفي هذه الحالة، قد تلجأ روسيا إلى الضرب بواحد من الرؤوس الحربية التي يصل وزنها إلى 10 كيلوطن، وذلك عن طريق صواريخ «كروز»، التي يجري إطلاقها من منصات أرضية.
وحال وقوع هذا الهجوم، سيجري سماع انفجار هائل يعادل انفجار 10 آلاف طن من المواد المتفجرة، لكن هذا النطاق يظل محدوداً من منظور نووي، ويصل وزن القنبلة التي دمرت هيروشيما إلى 15 كيلوطن، فيما يتراوح وزن أغلب الرؤوس النووية لدى الولايات المتحدة وروسيا، بين 100 وألف كيلوطن، ويرجح خبراء أن موسكو لديها رؤوس أصغر من هذا المعدل، ربما في حدود كيلوطن واحد فقط.
وهذا السيناريو النووي هو الأكثر احتمالاً، بحسب الخبير الأمريكي، لأنه لن يستدعي رداً من الولايات المتحدة، حتى وإن كان بعض الخبراء يتوقعون ألا تسكت واشنطن، وإذا أقدمت روسيا على هذا السيناريو، فإن الولايات المتحدة، قد ترد بتقديم أسلحة أكثر تطوراً لأوكرانيا، من أجل مساعدتها على إلحاق المزيد من الخسائر بالجيش الروسي.
السيناريو الثالث: سلاح بقوة هائلة
في هذا السيناريو، قد تلقي روسيا سلاحاً يتراوح مداه بين 50 و100 كيلوطن، أي ما يزيد عن قنبلة هيروشيما، بثلاثة إلى ستة أضعاف، وإذا وقع هذا الهجوم، فإن عشرات الآلاف من الأشخاص قد يلقون حتفهم، فيما سينتشر الإشعاع النووي على نطاق واسع، وفي حال استهدف الهجوم العاصمة كييف، فإن ذلك يعني تصفية القيادة السياسية في البلاد بشكل تلقائي، وهذا يستدعي رداً من الولايات المتحدة وحلف «الناتو»، لكن الرد لن يكون نووياً بالضرورة.
وربما ترد واشنطن مع حلفائها، بتوجيه ضربات قوية ودقيقة للقوات الروسية الموجودة في مناطق أخرى من أوكرانيا، وهو أمر أحجمت على القيام به حتى الساعة، تفادياً لانزلاق قد يوقع في رحى حرب عالمية ثالثة، ومن المحتمل أيضا أن تشن الدول الغربية هجمات سيبرانية قوية وموجهة ضد روسيا، لأجل معاقبتها على شن هجوم نووي.
السيناريو الرابع: هجوم نووي على الناتو
هذا السيناريو هو الأقل احتمالاً، بل إنه مستبعد، بحسب الباحث، وفي حال أقدمت عليه روسيا، فإنها ستلقي أسلحة على أهداف للناتو في دول وسط أوروبا، ويمكن شن هذا الهجوم عبر صواريخ بعيدة المدى، أو صواريخ «كروز»، وهو ما قد يؤدي إلى دمار كبير في دول الناتو، على نحو لم يشهده العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وإزاء هذا الاحتمال، يقول الخبراء إن الغرب قد يقدم على خطوة غير مألوفة، من أجل شل الروس وجعلهم غير قادرين على المهاجمة، كأن يجري تحييد الرئيس فلاديمير بوتين مثلاً، ولم يتضمن تقرير «سكاي نيوز عربية» مزيداً من التفاصيل عن حجم الخسائر والدمار الذي قد ينجم عن مثل هذا الهجوم، وما يستتبعه من هجمات انتقامية.