في سيدي بشر.. يا تموت غرقان من السيول.. يا متكهرب
يشمر عن ساعديه ويكشف قدميه، وببطء شديد يسير على أطراف أصابعه وسط بركة من المياه ترتفع عن مستوى الأرض بمقدار مترين، هذا هو حال منطقة سيدي بشر، التي لا تختلف عن غيرها من أحياء الإسكندرية منذ حلول العاصفة الثلجية قبل أيام، حيث يعيش سكانها في رعب بسبب أعمدة الكهرباء المكشوفة التي تصعق الكلاب والقطط الضالة، وبلاعات دون أغطية تبتلع خطوات السائرين.
"أحمد فتحي" ينطلق من منزله في السابعة صباحًا إلى الطريق العمومي باحثًا عن سيارة أجرة يستقلها إلى مقر عمله، وقلبه ينبض بشدة خوفًا من أن يصيبه مكروه من الموت الذي يحاصره من كل جانب، "إمبارح فيه قطتين لقيناهم مصعوقين بالكهربا، وكلب مات على الطريق العمومي بسبب الأسلاك المكشوفة"، الرجل الأربعيني يسكن منطقة بير مسعود منذ 15 عامًا، ولم يرَ سيولًا تنتج عنها كوارث بهذه الطريقة، بحسب وصفه، "لو عربيات الشفط من المحافظة تعاملت مع المياه الفائضة منذ اللحظة الأولى لما جرى كل ذلك".
"بقى لنا شهور بنعاني من البيارات المكشوفة"، قالها فتحي خوفًا على أبنائه الذين لا يأمن خروجهم إلى الشارع بمفردهم، مضيفًا "المساكن الجديدة هنا معظمها مخالفة، والناس بتخاف تبلغ عن الأسلاك والأعمدة المكشوفة حتى لا يصدر لها قرار إزالة، والسكان ممكن يتشردوا".