«أم محمد» تعمل في تصليح الدراجات منذ 22 عاما: «كنت بذاكر لأولادي جوه الورشة»
أم محمد أثناء تصليح العجل
تجلس في ورشتها الصغيرة يسيطر على مظهرها الهيبة، ملامحها الهادئة وشطارتها ساعدتها في ثقة زبائنها وحبها، تمسك بالدراجة، وتُحرك عينيها في كل مكوناتها، فتحدد ما تحتاجه لتعود إلى العمل والحركة من جديد، بثقة ودون استسلام للظروف، قررت أم محمد، العمل في ورشة لتصليح الدراجات «العجل» منذ أكثر من 22 عامًا.
قررت «أم محمد» بعد زواجها مباشرة أن تساعد زوجها في العمل، فمنذ 22 عامًا، قررت العمل معه في تصليح الدراجات، بحسب ما روته لـ«الوطن»: «بعد ما تزوجت لقيت جوزي محتاج إني أنزل معاه، فوقفت معاه وبنساعد بعضينا، لو موجود ولو مش موجود برضو بنزل الورشة واشتغل».
3 أولاد لـ«أم محمد».. كانت تذاكر لهم في الورشة
لدى «أم محمد» 3 أولاد، أصغرهم «مريم» بعمر 9 سنوات، أثناء دراستهم ومع اقتراب امتحاناتهم، لم تقصر في دورها كأم، بل كانت تذاكر لهم أثناء عملها بالورشة، تحكي: «كنت بذاكرهم في الورشة وعمري ما قصرت في دوري في البيت كأم، الحمدلله ربنا واقف معايا».
تؤجر «أ محمد» العجل لزبائنها بالساعة، ولم تتغير ورشتها أو عملها كثيرًا منذ 22 عامًا: «بيكون في تحديثات بس، زي العجل اللي نزل جديد وإيجار العجل اللي اختلف عن الأول»، مُضيفة: «لسه في ناس بتركب عجل زي زمان، ناس بتهتم بيه لأنه رياضة».
رغم مرضها.. لم تترك الورشة
أصيبت «أم محمد» ذات مرة بتعب أثر على كليتها، ونصحها الطبيب بعدم التحرك كثيرًا والراحة، لكنها رفضت الاستسلام لتعبها وقررت استمرار العمل بالورشة، فهل كل حياتها: «كنت تعبانة وركبت دعامة على الكلي، الدكتور قال لي ماتتحركيش من على السرير، بس ماكنش ينفع، ركبت الدعامة ونزلت وقفت، ربنا يعلم بيا وأنا واقفة في الورشة، لدرجة إن الدعامة قعدت معايا سنة ونص بدل شهرين تلاتة».