الصينيون يحتفلون بالسنة القمرية الجديدة بطرد الخوف وجلب الحظ السعيد
أسطورة متسول عجوز ينتصر على «وحش» مرعب يلتهم البشر والماشية
أكثر من مليار شخص يحتفلون بالسنة الصينية الجديدة
يحتفل أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم ببدء السنة الصينية الجديدة، غدا الأحد، الذي يوافق بزوغ القمر الثاني، بعد الانقلاب الشتوي في 21 ديسمبر، ليشكل الاحتفال بداية العام القمري الجديد، يطلق عليه عام «الأرنب»، بحسب التقويم الصيني.
وحرص الرئيس الصيني، شي جين بينج، على تقديم التهنئة إلى جميع الصينيين، من كل المجموعات القومية، والمواطنين في هونج كونج وماكاو وتايوان، وكذلك الصينيين في الخارج، بمناسبة احتفالات عيد الربيع، التي توافق بداية العام القمري الجديد في الصين.
ووصف الرئيس «شي»، في حفل استقبال بقاعة الشعب الكبرة، في العاصمة بكين، مساء الجمعة، العام المنصرم، الذي كان يُطلق عليه اسم عام «النمر»، بأنه كان بالغ الأهمية في تاريخ دولة الصين، وفي تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، وفق ما أوردت وكالة «شينخوا» الرسمية للأنباء.
وبمناسبة بداية السنة الصينية الجديدة، تقدم «الوطن»، خلال السطور التالية، أبرز المعلومات حول طبيعة هذه الاحتفالات، وخلفيتها التاريخية، وحقيقة الأسطورة التي ارتبطت بها، ويحرص الصينيون في مختلف أنحاء العالم، على إحيائها سنوياً.
ماذا يحدث في السنة الصينية الجديدة؟
تبدأ السنة الصينية الجديدة، المعروفة أيضا باسم العام القمري الجديد، مع بزوغ القمر الجديد الثاني، بعد حدوث الانقلاب الشتوي، الذي يشهده العالم في 21 ديسمبر من كل عام، وعادةً ما يظهر القمر الثاني في أحد الأيام، خلال الفترة بين 21 يناير و20 فبراير، لتبدأ معه احتفالات عيد الربيع في الصين.
ويُعد هذا اليوم، أهم يوم في التقويم الصيني، حيث يحتفل أكثر من مليار شخص مع أقاربهم ببداية عام الأرنب، ويشاركون في مسيرات في الشوارع، ويؤدون الصلوات، من أجل طلب الحظ السعيد في العام الجديد، كما تحتفل الجاليات الصينية في جميع أنحاء العالم، ببداية العام الجديد.
تبدأ الاحتفالات بتوديع العام القديم، والدعاء بالحظ السعيد في العام الجديد، كما تحرص الأسر الصينية على تزيين منازلهم باللون الأحمر، لجلب الحظ، والاجتماع على موائد الطعام في الأماكن المفتوحة، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية، التي غالباً ما ترافقها عروض التنانين الراقصة.
تستمر احتفالات السنة الجديدة لمدة أسبوعين، حتى اكتمال القمر، وتنتهي بمهرجان الفوانيس، وعادةً ما يتم منح العاملين إجازة لمدة أسبوع، وبحسب وكالة الأنباء الرسمية فإن مجموع ما ينفقه الصينيون على التسوق والطعام، خلال هذه الفترة، يصل إلى أكثر 820 مليار يوان، أكثر من 100 مليار دولار.
«نيان» وحش مرعب برأس أسد وجسم كلب
يطلق الصينيون على العام اسم «نيان»، وهو نفس الاسم المستخدم لوصف كائن أسطوري، يُعد الشخصية المركزية في احتفالات رأس السنة الجديدة وفق التقويم الصيني، وهو عبارة عن «وحش مرعب» برأس أسد وجسم كلب، يتميز بأنيابه الكبيرة، ومنه يستلهم الصينيون أزياءهم أثناء الاحتفالات.
ووفقاً للأسطورة، التي يتناقلها الصينيون منذ مئات السنين، فإن «نيان» كان يسكن في أعالي الجبال، أو في أعماق البحار، وأثناء الشتاء يعاني من جوع شديد، نتيجة البرد والصقيع، وعدم قدرته على اصطياد أي فريسة، أو العثور على ما يمكنه تناوله.
ومع بداية الربيع، يضطر «نيان» إلى مهاجمة القرى للبحث عن طعام له، حيث كان يلتهم كل ما يقع في طريقه، ويقضي على البشر والماشية، ويهدم البيوت، ويخرب المحاصيل، إلى أن تمكن «متسول عجوز» من إيجاد طريقة لإبعاد ذلك الوحش، وإنقاذ أهالي القرية.
قصة المتسول العجوز قاهر الوحش «نيان»
وبحسب ما تردد الأسطورة، فإنه في أحد أيام الشتاء، وبينما كان المزارعون يحملون متاعهم وطعامهم وأولادهم، في طريقهم لمغادرة القرية، واللجوء إلى مكان آمن، تحسباً لظهور الوحش مع بزوغ القمر الجديد، التقت إحدى السيدات برجل متسول عجوز، نصحته بمغادرة القرية.
إلا أن الرجل طلب من المرأة أن تعطيه مفتاح بيتها لينام فيه، وأخبرها بأنه يعرف كيف يحمي نفسه من ذلك الوحش، وبعد عدة أيام، عندما عاد الأهالي إلى قريتهم وجدوا بيوتهم مدمر، دون منزل السيدة العجوز، الذي كساه الرجل بأقمشة وقناديل حمراء وذهبية.
وبهذه الطريقة، أدرك الأهالي الطريقة لحماية أنفسهم وبيوتهم من الوحش «نيان»، الذي اكتشفوا أنه يخاف من اللون الأحمر وأصوات الضجيج والنار، وأصبحوا يقومون بهذه الطقوس في كل سنة، بدلاً من الهرب من بيوتهم خوفاً من ذلك الوحش المرعب.