القصة الكاملة لوفاة أب دفاعا عن ابنته بالشرقية.. تصدى لمضايقات شابين لها
المهندس علام أحمد خليل مات دفعا عن ابنته
لم يحتمل قلب الأب تعرض ابنته الكبرى لمضايقات أو موقف مؤلم من قبل شابين، فمات أمام عينيها إثر إصابته بأزمة قلبية تعرض لها أثناء دفاعه عنها، بعدما اعترض طريقها شابان وضايقاها، أمام مركز دروس للطلاب، بمدينة منيا القمح بالشرقية، لتبقى واقعة وفاة والدها في قلبها كقطعة جمر، إلا أن رثائها الوحيد أن وفاته ترقّيه لدرجة شهيد مات دون عرضه.
وروت «ملك علام»، لـ«الوطن»، أحداث الواقعة المؤسفة التي شهدتها مدينة منيا القمح أول أمس، وراح ضحيتها والدها المهندس علام أحمد خليل وكان يعمل موظفا بإدارة الكهرباء بالمدينة، «كنت خارجة بصحبة زميلاتي من سنتر دروس بمدينة منيا القمح بعد الانتهاء من حصة الدرس اليومي، إلا أننا فوجئنا بشابين اعترضا طريقنا، فاتصلت بوالدي لعجزي عن التصرف، لاستغيث به خاصة أن منزل أسرتي قريبا لسنتر الدروس، وظللت بالداخل أنا وزميلاتي خوفا من الشباب».
الابنة تستغيث بوالداها هاتفيا ويحضر لإنقاذها
وتابعت: «بمجرد أن سمع والدي صوتي خائفة، طمأنني وطالبني بألا أخاف، ووصل إلى سنتر الدروس خلال دقائق ومعه والداتي».
وحال وصول الأب برفقة زوجته، وجد الشابين اللذين اعترضا طريق الفتيات، وأمسك بيد أحدهما، وحدثت مشادة كلامية بينهما، معلقة: «بابا مسكه من إيده ومفيش حد منهم اعتدى على الآخر بالضرب، لكن بابا كان منفعل وحزين عشاني، واتصل بالنجدة للقبض على الشابين».
ظل ممسكا بالشاب لحين وصول الشرطة ومات فجأة
وأوضحت أنها تفاجأت بوالدها سقط مغشيا عليه فجأة، أثناء الكلام وإمساكه بيد الشاب، مشيرة إلى أن الشرطة حضرت إلى مكان الواقعة، ونُقل والدها إلى أحد المستشفيات في المدينة لإسعافه بعد سقوطه المفاجئ، لكنها كانت الصاعقة الكبرى لملك ووالدتها وزميلاتها وكل الحضور، إذ تُوفي الأب إثر أزمة قلبية، وفق تشخيص الأطباء.
ملك: والدي مات حزنا بأزمة قلبية
وتشير ملك إلى أنّ النيابة أمرت بتفريغ الكاميرات، لتوضيح ما إذا تم الاعتداء على والدها من أحد الأشخاص بمحل الواقعة، إلا أن الكاميرات وثقت الواقعة كاملة ولم يعتدِ أحد بالضرب عليه، كما أنه لم يعتدِ هو الآخر على أحد، معلقة «أكيد بابا حبيبي قلبه وجعه علشاني».
واختتمت الطالبة حديثها بلوم نفسها على الاتصال بوالداها، «رثائي الوحيد أن والدي مات دفاعا عن عِرضه، راح وسابني أنا وأخواتي وماما، أنا مؤمنة بقضاء الله لكن قلبي مش مستحمل الفراق والألم».
شقيقة زوجة المتوفى: آخر ما فعله هو قراءة سورة البقرة
وروت جيهان طلعت، خالة ملك، أنّ زوج شقيقتها كان طيبا يتمتع بالأخلاق الحميدة، لافتة إلى أنه كان السند وأبًا حنونًا على أبنائه الثلاثة، «ربنا كتب له حُسن الخاتمة، والأسباب كتيرة دليل على كدا، أولها مات دفاعا عن عِرضه، وآخر ما فعله قبل وفاته وأثناء استنجاد ملك به هو قراءة سورة البقرة».
وأضافت: «كل حاجة حصلت في غمضة عين، لكننا راضيين بقضاء الله ونحتسبه عند الله شهيد كونه توفى دفاعا عن عرضه وابنته، ملك بنته الكبيرة وكان بيعاملها كأنها ملكة مدللة، ومات من حزنه عليها ما استحملش حد يضايقها بكلمة».
وأشارت إلى أنه تم تشييع جثمان زوج شقيقتها في مشهد جنائزي مهيب إلى مثواه الآخير، ودفن جثمانه في صباح اليوم التالي للواقعة، لافتة إلى حزن الناس عليه من يعرفه ومن علم بأمر الحادثة دون معرفته شخصيا، مؤكدة أنه كان محبوبا، وموته جاء صدمة للجميع.
وتلقى اللواء محمد صلاح مدير أمن الشرقية، إخطارا من مباحث مركز شرطة منيا القمح، يفيد وفاة مواطن يدعى علام أحمد خليل يعمل مهندسا بكهرباء منيا القمح، على إثر مشادة كلامية بينه وبين شابين، بسبب معاكستهما لابنته أمام أحد مراكز الدروس الخاصة بمدينة منيا القمح، وسقط مغشيا عليه إثر أزمة قلبية، وفق التشخيص الطبي عن الحالة والذي أكد أن الوفاة طبيعية.
النيابة تحقق في الواقعة
وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، فيما أخطرت النيابة العامة التي قررت حبس الطالبين 4 أيام على ذمة التحقيقات، ويدعيان أدهم.م.ف 16 سنة، ومحمد.ج 16 سنة، وجارٍ التحقيق في الواقعة.