«شارلى إيبدو» من جديد.. «جت تكحلها عمتها»
الاختلاف فى الأساس كان على تجسيد شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الرسوم استمرت فى صحيفة «شارل إيبدو» عاماً تلو الآخر، وفى سواها، دون توقف، قضايا رُفعت وعمليات حرق وقرصنة تعرضت لها أعداد الجريدة ومقرها وموقعها، وتهديدات كثيرة أيضاً دون جدوى، فى النهاية استمرت الرسوم واستمر معها الغضب، لينتهى الأمر بالحادث المأساوى الذى خرجت من بعده الصحيفة فى محاولة منها للدفاع عن الإسلام من تهمة الإرهاب لتعيد رسم شخصية الرسول مرة أخرى وهو يرفع لافتة «أنا شارلى» بينما تجيب الصحيفة: «وأنا أسامحك»!
أنف طويل، ذقن مشوه، وفم وعينان كبيرة للغاية مع غطاء رأس مضحك، وجلباب أبيض، هكذا أعادت الجريدة من جديد الإساءة، بينما تبعات الحادث الأول لم تهدأ بعد: «النية السيئة واضحة جداً فى طريقة الرسم، وإبراز الملامح» يتحدث د. شريف صبرى، أستاذ الرسوم المتحركة بكلية الفنون التطبيقية، مؤكداً أن العديد من الرسوم للرسول تم رسمها فى دول عديدة، من بينها إيران نفسها، لكن الأخيرة فعلتها بملامح إنسانية فيها شىء من الجمال، أما الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة فالنيّة من ورائها تبرزها ملامح الرسم.
«فى فن الكاريكاتير ثمة أساليب للتأكيد على عدوانية الشخصية المرسومة، ورمزيتها للعدوان والشر، من بينها رسم عينين محدقتين بضيق، وحواجب مقطبة، وأسنان تبدو واضحة كأن صاحبها فى وضع الهجوم، صحيح أن رسمهم الجديد يحاول الدفاع عن الرسول على أنه ضد الإرهاب، لكن نيتهم السيئة تبدو واضحة باستمرار سواء فى الإصرار على مواصلة رسم شخصية مقدسة، أو فى الملامح الثابتة التى اختاروها له منذ اليوم الأول».
«الأحداث العنيفة مرشحة للزيادة فى ظل إصرار الجريدة وعدد آخر من الجرائد على نشر الصور المستفزة» يتحدث د. أحمد بان، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية.