«المسيح ومحمد».. حين أطل نور السماء على الأرض
التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط ..دستور شعبي راسخ في وجدان المصريين
قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامى والخطيب بالأوقاف، إلى تعاليم النبى الكريم والسيد المسيح خرجت من سراج واحد وتدعو للمحبة والسلام والتعايش والتعامل ببر ووئام مع الجميع بمختلف طوائفهم ومعتقداتهم، فسيدنا المسيح يأمر بالمحبة والسماحة ويحث الناس على العفو عن المخطئ ونجد أن رسول الله جاء ليؤكد تلك المفاهيم، فالأديان ما جاءت إلا لتعلم الناس مكارم الأخلاق فى كل زمان.
أضاف: فى المعاملات كما كانت تعاليم السيد المسيح تحث الناس على التغافل والتسامح حتى عند أخذ الحقوق، نجد رسول الله يعلمنا مثل ذلك، كما جاء من حديث أنس بن مالك أنه قال: «ما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم رُفع إليه شىء من قصاص إلا أمر فيه بالعفو»، وكما أمر سيدنا عيسى الناس بالصدق ونهى عن الكذب والغش بما يؤذى الناس جاء سيدنا رسول الله ليؤكد ذلك فى غير موضع.
«الجمل»: دعوة للتعايش والتعامل ببر ووئام مع الجميع
تابع: السنة النبوية الشريفة بها الكثير من المدح والتوقير لسيدنا عيسى للتأكيد على الأخوة بين كافة الديانات، فيقول رسول الله عن السيد المسيح «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه لم يكن بينى وبينه نبى»، كذلك احتفى القرآن بميلاد سيدنا المسيح بقوله تعالى: «وَالسَّلَامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا»، وقال عنه الله عز وجل إنه من المقربين فقال تعالى: «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ»، وأيده الله بروح القدس، فقال تعالى: «وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ».
هندي: وضعا نهجا ورسالة للبشرية قائمة على المحبة الخالصة
بدوره، قال د. عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لـ«الوطن»: السيد المسيح وضع نهجاً ورسالة للبشرية قائمة على المحبة الخالصة فقال: «طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات، طوبى للجياع والعطاشى إلى البر لأنهم يشبعون، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون»، كذلك أوصى، بالرحمة فقال: «لا تقتل» والنهى عن الزنى وكل نظرة شهوانية محرمة، كذلك وضع دستور التسامح بقوله: «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم».
عضو للشئون الإسلامية: عظة المسيح كانت وصايا مودعة
أضاف: عظة المسيح كانت وصايا مودعة ودستوراً للمسيحية للتعايش البشرى، كذلك كان النبى الكريم فى خطبة الوداع حيث وضع نقاطاً رئيسية للتعايش، فقال «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا، ألا إن كل شىء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع.. اتقوا الله فى النساء.. إن الشيطان يئس أن يُعبد بأرضكم ولكنه رضى أن يطاع فيما سوى ذلك فاحذروه على دينكم، اسمعوا وأطيعوا وإن تأمّر عليكم عبد حبشى، لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».