«هانم» بائعة جرجير بشهادة جامعية تطوف الشوارع بـ«الكارو»: الشغل مش عيب
هانم العربي أثناء عملها على عربة الكارو
عربة صغيرة يجرها حصانها الكبير، مغطاة بقماش من اللون الأخضر، لحمايتها من أشعة الشمس، وبها مقعد صغير يسع فردًا واحدًا، وعلى صوت صهيل الحصان وحركته، وتلامس الحديد المثبت عليه الغطاء، تدندن بحنجرة ذهبية تُشبه مغني الأوبرا، يسمع صداها من يعيش في أقصى جنوب مدينة شبراخيت، ويستيقظ من نومه منتبها من غفل عن ميعاده، مرددة: «يلا الخس.. أخضر يا جرجير، أخضر يا جرجير.. نعناع وشبت وبقدونس».
تعمل هانم العربي، في بيع الجرجير والخضراوات، وتخرجت في كلية الدراسات الإسلامية جامعة دمنهور، متزوجة ولديها 4 أطفال، تعيش بقرية شبراريس بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة، تخرج يوميًا على عربة حصان «كارو»، لبيع أنواعًا مختلفة من الخضراوات.
تقص «هانم» حكايتها لـ«الوطن»، من طالبة جامعية إلى بائعة جرجير: «أيام الكلية كنت حاجة تانية، كنت بشيل الكتب كده على إيدي، والشنطة على ضهري والقلم، ولا كان حد قدي، كنت حاسه إني في مستوى عالي، لكن دلوقتي نزلت للطبقة اللي تحت».
مساعدة زوجها في مصاريف المنزل
تساعد بائعة الجرجير الجامعية، زوجها للحصول على قوت يوم أسرتهما، ولتأسيس حياة كريمة لبناتهما، رافعة شعار «الشغل مش عيب»، تحكي: «قولت لنفسي اطلعي يا هانم، ودوري على لقمة عيشك وساعدي جوزك، علشان مانقعدش نقول هانجيب منين، اطلعي ساعديه، يا عالم بظروفه، ده بيشقى طول الليل والنهار، وعاوز أأمن مستقبل عيالنا».
صوتها مميز وتتمنى الحصول على «تروسيكل»
تميز صوت «هانم» بين أبناء قريتها، حيث ينتظرونها كل صباح، يخترق صوتها الرفيع والعالي الشوارع وأبواب البيوت، فيعلمون بقدومها، وعلى حصانها تتحرك، وبين أبناء القرية تبيع، مؤكدة أنها تتعرض أحيانًا لمضايقات وتنمر من زملاءها في العمل: «بيضايقوني لما أنزل وأقف أبيع، مش عاوزني أبيع، المكسب ده بتاع ربنا، وكل واحد ورزقه».
وتتمنى «هانم»، أن تحصل على «تروسيكل»، لسهولة التحرك والتنقل من مكان لآخر: «العربية الكارو مُتعبة، وعمر الحصان مش طويل، محتاجة تروسيكل أقدر أشتغل عليه، وأنا مرتاحة».